شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على انه بالصناعة والزراعة ندعم الليرة وليس بالاستدانة من الخارج مشيراً الى تجارب عدد من الدول لاسيما اميركا والصين اللتين حافظتا على قيمة عملتهما الوطنية بفضل انتاجهما الوطني.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله أمس في قصر بعبدا الهيئة الإدارية لجمعية الإعلاميين الاقتصاديين برئاسة السيدة سابين عويس، التي القت كلمة عرضت فيها هموم العاملين في القطاع.
ورأت «ان التحول الى الاقتصاد المنتج يجب الا يكون على حساب القضاء على مميزات لبنان في المجال الخدماتي والمالي والمصرفي»، ودعت الى «اخراج الاقتصاد من دائرة التجاذب السياسي، بعدما دفع اثمانا باهظة نتيجة ذلك اوصلته الى الانهيار وافقدته مقومات صموده ومناعته، والإسراع في تحقيق الإصلاح باعتباره المدخل الصحيح والوحيد لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية والمصرفية، وتاليا وحكما الاجتماعية، والمبادرة فورا الى اتخاذ تدابير سريعة لمعالجة مشكلة ارتفاع الأسعار، ولاسيما في ظل تراجع سعر صرف الليرة، ووضع حد للتفلت الحاصل في سوق الصرف، من خلال إجراءات جدية تعكس سيادة الدولة على نقدها».
وطالبت السيدة عويس بدعم القطاع الإعلامي بمختلف مؤسساته لان لبنان والاعلام صنوان متلازمان، مركزة على أهمية الإسراع في وضع قانون عصري يضمن الحريات العامة، ويشمل هيكلية جديدة قادرة على استيعاب كل العاملين في القطاع المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني، بعدما أدى غياب التنظيم الى تفلت ينعكس سلبا على واقع الحريات في شكل عام.
ثم تحدث نائب رئيس الجمعية بهيج ابي غانم عن اهداف الجمعية ودورها في الاعلام الاقتصادي.
ورد الرئيس عون مرحبا بالهيئة الإدارية للجمعية وتناول الموضوع الاقتصادي، فعدد المخاطر التي يتعرض لها القطاع المصرفي الراهن والتي انعكست على الواقع الاقتصادي عامة بالاهتمام الذي يبديه اللبنانيون اليوم بالزراعة، مشيرا الى انه لطالما اكد أهمية ان تقوم الصناعة والزراعة بدعم الليرة اللبنانية وليس الاستدانة من الخارج الذي لطالما اعتمدنا عليه في السابق الى جانب الاقتصاد الريعي، متسائلا: «هل من المعقول ان ندعم الليرة بالاستدانة؟». واستشهد بتجارب عدد من الدول لاسيما اميركا والصين اللتين حافظتا على قيمة عملتهما الوطنية بفضل انتاجهما الوطني.
ولفت الى أنه إذا كانت هناك اسباب اقتصادية خارجية عاصية علينا كدولة لحلها، فإننا نرى أن الاسباب الداخلية نستطيع حلها.
وأكد أنه يتحمل كامل مسؤولياته كرئيس للجمهورية بهدف إيجاد الحلول للأزمة، «إلا أن المجتمع لا يساعد على ذلك. فهو ينتقد وفي المقابل لا يقدم المساعدة المطلوبة».
وعن الحوار يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، أكد الرئيس عون «ان الموضوع الاساس لهذا الحوار هو تحصين السلم الاهلي عبر تحمل كل طرف من الاطراف الداخلية مسؤولياته، وذلك تفاديا للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء، لاسيما بعد ما رأينا ما حصل في شوارع بيروت وطرابلس إثر التحركات الاخيرة».
وردا على سؤال، نفى «ان يكون هدف انعقاد طاولة الحوار العودة الى حكومة وفاق وطني»، مشيرا الى «أن النظام التوافقي يفتقد الى الديموقراطية في ظل غياب ما يسمى بالاقلية والأكثرية».
على الصعيد الاقتصادي والمالي، استقبل الرئيس عون في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، لجنة الرقابة على المصارف برئاسة السيدة ميا الدباغ وعضوية : جوزف حداد، مروان مخايل، كمال وزني، عادل دريك، وذلك لمناسبة تسلمهم مسؤولياتهم الجديدة في اللجنة.