السبت ٢٠٢٠/٤/١٨ كتب الصديق الأستاذ «زياد دندن» على صفحته على «الفايسبوك» يقول: «ولحرصنا على تقصّي الحقائق في جمعية تراث بيروت، قبل الخوض في أي خبر من هذا النوع -وكان يشير الى إقفال فندق «البريستول» ببيروت-، توجهت منسقة لجنة المتابعة في الجمعية الى الفندق صباح اليوم- أي السبت الماضّي- والتقت بأحد المسؤولين الإداريين الذي اكد لها على ان المؤسسة لن تقفل بأقي فروعها العاليمة، والمبنى باقٍ لن يهدم، او يستبدل، والبريستول لن يترك لبنان، ولكن فرع الصنوبرة -أي فندق البريستول التاريخي الذي أبصر النور في عام ١٩٥١ في «الصنوبرة» في شارع «مدام كوري» ببيروت- بالذات يمر كغيره من المعالم السياحية بضائقة مالية نتيجة الأزمة الاقتصادية الراهنة -أي في لبنان- وسيتم الإقفال فعلاً الى أجل غير مسمى لحين معالجة الوضع الاقتصادي في البلد -أي في لبنان-».
إلى هنا إنتهى ما كتبه الصديق الأستاذ «زياد دندن» على صفحته على «الفايسبوك» والتوضيح بين علامتي (-) هو لي، لمساعدة القارئ على متابعة الموضوع الخاص بفندق «البريستول» التاريخي الذي كان أحد معالم «بيروت بوجهها التاريخي الحضاري المميّز» طيلة «٦٩» عاماً وليس فقط معلماً سياحياً من معالمها.
حيث كان صورة لتطور عراقتها التاريخية، و أشهر فندق فيها ، و في لبنان، بل و في المنطقة.
و من أشهر ضيوفه ” خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ” و ملك الأردن ” حسين بن طلال”، و شاه إيران “محمد رضا بهلوي”، و رئيس فرنسا الأسبق “جاك شيراك” و العديد من السياسيين العرب و الدوليين.
وفي الحال نشرت «صورة سوداء» لفندق «البريستول» على صفحة التواصل الاجتماعي خاصتي على «الفايسبوك» كتبت علهيا «ضيعانك يا بيروت، إنه صباح أليم بسبب إقفال فندق «البريستول» التاريخي بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، وعنونّتُ الصورة «فندق الذكريات يصبح ذكرى» في «بيروت التاريخ» التي أصبحت من الذكريات، كما أرسلت الصورة ذاتها لكل الأصدقاء على صفحتي للتواصل الاجتماعي «الواتساب».
والفندق بالنسبة لي، ولكل بيروتي، صورة تعكس أجواء «الزمن الجميل» الذي عاشته «بيروت التاريخ» من ١٩٥١ الى ١٩٧٥، وأجواء من الزمن غير الجميل ما بين ١٩٧٥- ١٩٩٩، وأجواء من «زمن التعافي» من الأزمة، ثم أجواء من «زمن القلق» حتى ٢٠١٣ حينما دخل «الفندق» الى «غرفة الإنعاش» وخرج منها متعافياً ٢٠١٥ إلاّ أنّ الظروف الاقتصادية انعكست عليه سلباً من ٢٠١٦ حتى اشتدت رياحها عليه فأغلق أبوابه في جهها، في تاريخ لن يُنسى ٢٠٢٠/٤/١٨، بعد أن أغلقت بوجهه كل سُبل التنفس الطبيعي..!
وهكذا أُغلق «فندق الذكريات» أبوابه، في منطقة «الصنوبرة» بشارع «مدام كوري» حيث كان “هو” و ” المدرسة الملكية الإيطالية” التي أسست في ١٨٧٩، احد أهم معالم هذه المنطقة، وهي سبقته الى الإغلاق والهدم منذ «١٩٧٥- ١٩٧٦» في بداية «الحرب القذرة».
ويرتبط هذا الفندق بذكريات ذاكرتي منذ ١٩٦٩ حين كنت طالباً بجامعة بيروت العربية، وأزور طلاب «مؤسسة مجدلاوي للدراسات الجامعية» لأوضح للطلاب المنتسبين لقسم التاريخ بكلية الآداب بالجامعة بعضاً من المقررات، ثم تطورت هذه الذكريات حينما كنت أزور فيه يومياً «الرئيس سليم الحص» حينما إنتقل إليه مهجّراً في أواخر «الحرب القذرة»، وفي إحدى الزيارات إلتقيت بـ«الرئيس نبيه بري» الذي تعرفت عليه منذ كنت أزور «الإمام موسى الصدر» في منزله في «حي المزرعة» ببيروت، و في مرة ثانية إلتقيت بالرئيس “بري” و “وليد جنبلاط” و كانا يزوران الرئيس “الحص” معًا
وحضرت فيه العديد من المناسبات الوطنية اللبنانية والعربية، ومنها «اليوم الوطني السعودي» في عدة أعوام في تسعينيات القرن الماضّي، في عهد السفير صديق لبنان واللبنانيين «أحمد الكحيمي» رحمه الله تعالى.
كما شاركت في عدة مؤتمرات علمية عُقدت فيه، وندوات ومحاضرات علمية عُقدمت فيه، ومناسبات اجتماعية عديدة..
وداعاً «فندق الذكريات» في «مدينة الذكريات» – بيروت- بوجهها التاريخي الممّيز الذي شوّهته «الحرب القذرة» ١٩٧٥- ١٩٨٩… والآن تتابع الإجهاز على ما تبقى من: “معالم” «هذا الوجه التاريخي»…
يا ضيعانك يا بيروت.
يحيى أحمد الكعكي