الصورة البانورامية الحضارية لاحتفالات الشعب اللبناني بأطيافه كافة بالذكرى الـ«٧٦» لـ»عيد الاستقلال» في ساحة الشهداء ببيروت، كانت «مبهرة» لـ«الجميع» داخل وخارج لبنان إلاَّ لـ«قلة» سجنت ذاتها في سجن «خصوصية» ما يُسمى بـ»متلازمة القوة»، ولم تخرج منها في هذا «اليوم الوطني» الى رحاب «آفاق» الوطنية الجامعة التي جمعت كل أطياف «الشعب اللبناني» في «الصورة البانورامية الحضارية» التي شعّت من الساحة التاريخية ببيروت «ساحة الشهداء» او «ساحة الحرية والاستقلال» لتنوّر «كل لبنان» بـ«أنوار المواطنة الحقيقية» كما شعّت في تشرين الثاني ١٩٤٣.
ما يجب أن يُقال بعد هذا «الانجاز الوطني التاريخي الحضاري الرائع»، أن جميع اللبنانيين المتعددون في «الدين»، والمتحدون في «المواطنة»، قد أعادوا «كتابة تاريخ ما أهمله التاريخ» ما قبل هذا «الحدث الاستثنائي» بعدما كان «لبنان – الوطن» أسير سبات عميق وغيبة فكرية وحضارية وتاريخية، بسبب «كتابة تاريخ لبنان» بما يُفرّق لأهواء سياسية طائفية ممزّقة، وليس بما يوحّد ويجمع.
ما يجب أن يُقال بعد هذا الانجاز الرائع، إن كل اللبنانيين الذين ضاقت بهم «ساحة الشهداء» او «ساحة الحرية والاستقلال»، كانوا «الأحرف من النور» التي يُعاد بها ومعها «كتابة تاريخ»… «ما أهمله التاريخ اللبناني» خصوصاً منذ ٢٢-١١-١٩٤٣.
هم يستحقون الاشادة والتحية، شكراً يا أبناء وأحفاد جيل الاستقلال الأول ١٩٤٣، شكراً يا «أبطال الحرية والكرامة» على إنتمائكم الوطني الذي كرّمتم به «لبنان – الوطن»، وأكدتم على أنه بحق هو «لبنان – الرسالة»…
شكراً يا «أبطال الحرية والكرامة» على حرصكم على رفع علم لبنان عالياً الذي يوحِّد ولا يفرِّق، يصون ولا يُبدّد، كما الأعلام الخاصة التي تُفرِّق ولا توحّد، تبدّد ولا تصون، لقد جعلتم من «ساحة الشهداء التاريخية» يزينها «العلم اللبناني» «منصة» لـ«نحن اللبنانيين»، وليس «أنا اللبناني»…
تبقى دلالة مهمة لأول احتفال لـ«اللبنانيين» بهذا «الزخم» وهي أن ثقة اللبنانيين بـ«وطنهم النهائي» – «لبنان – الرسالة الحضارية»، عادت وبقوة بعد سنوات طويلة من الفُرقة الخبيثة، والانكفاء على الذات الطائفية والمذهبية والمناطقية، خسر فيها اللبنانيون كثيراً، وخسر فيها «الوطن – لبنان» كثيراً…
لقد أكد «اللبنانيون» في احتفاليتهم الرائعة بالذكرى الـ«٧٦» على أن «لبنان منهم جميعاً» و«هم منه جميعاً» وعلى أن «لبنان» هو «وطن نهائي يعيش فيهم لا وطن يعيشون فيه»، ومن ثم فإن «التعاون» في اطار «المواطنة الواحدة الموحّدة» بينهم جميعاً هو «ضرورة حياة»، و«مسألة مصير»…
عاش لبنان.