أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وروسيا في أعلى مستوياتها على الإطلاق، مشيرة إلى تأكيد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية على استعداد السعودية حكومة وشعبا لمواصلة توطيد العلاقات وتعزيز مستوى التعاون بين الشعبين السعودي والروسي.
وأوضح تقرير حديث للمنظمة الدولية أن «أرامكو» السعودية ترغب بقوة في الاستثمار في عديد من القطاعات والشركات في الاتحاد الروسي، لافتا إلى اهتمام الشركات الروسية أيضا بتوسيع عملياتها والقيام بمشاريع مختلفة في المملكة.
وأضاف أن «المشاركة السعودية الناجحة والمستمرة في دورات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي علامة على التطور المستمر في علاقات التعاون بين البلدين، حيث يعد هذا المنتدى نقطة مهمة أخرى في الروابط القوية بين منتجي ومصدري النفط الخام.
وأفاد التقرير بأن الاستقرار المستدام لسوق النفط هدف نبيل، لكنه لا يمكن أن يتحقق أبدا من دون العمل الجماعي ووجود استراتيجية واضحة للعمل المشترك، مشيرا إلى الجهود المبذولة من جميع الدول المشاركة من أجل التوصل إلى توافق الآراء.
وبحسب التقرير، فإن تنفيذ تعديلات الإنتاج الطوعية ليس مهمة سهلة للمنتجين في أوبك وخارجها، إذ يتطلب قدرا هائلا من العمل الشاق، موضحا أن التحدي الأكبر أمام الدول المشاركة يتمثل في استمرار التعاون لمدة تسعة أشهر أخرى.
ونوه التقرير بأن تعديلات الإنتاج الطوعية تتم حتى الآن بشكل جيد وبمطابقة مرتفعة، حيث سجلت أعلى مستوياتها، والبلدان المشاركة أظهرت التزاما جيدا ورغبة في التعاون الجماعي على نحو فعال ومثمر.
وأشار إلى استمرار عملية الرصد الفعال لاتفاق خفض الإنتاج من قبل لجنة المتابعة الوزارية واللجنة الفنية المشتركة مع تقديم تقرير عن التقدم المحرز إلى كل مؤتمر واجتماع وزاري أو فني.
وكشف البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الأخير لدول «أوبك» والمستقلين عن دعم والتزام جميع الدول المشاركة في «إعلان التعاون» من أجل البناء على النجاح الذي تحقق في السابق، حيث أيدوا مشروع نص «ميثاق التعاون» رفيع المستوى مع الالتزام الطوعي الكامل لتمكين الحوار الاستباقي المستمر بين البلدان في «إعلان التعاون» على المستويين الوزاري والتقني.
وذكر التقرير أن «ميثاق التعاون» يمثل علامة جديدة على طريق تطوير التعاون بين الدول المشاركة وتوفير شكل أكثر واقعية لطموحات الشركاء والعمل معا لمواجهة التحديات المستقبلية وتطوير فرص التنمية والاستثمار.
ولفت إلى أن «العمل الشاق» عنصر أساس في «إعلان التعاون» بين المنتجين في «أوبك» وخارجها ويتطلب الإخلاص التام والانخراط الواسع من كل الأطراف وتجاوز المصالح الفردية نحو المصالح المشتركة المتكاملة.
وكانت أسعار النفط تعافت في ختام الأسبوع الماضي بعد يومين من الهبوط، حاذية حذو أسواق الأسهم، وسط توقعات بمزيد من التحفيز من بنوك مركزية ساعدت على انحسار مخاوف الركود.
لكن مكاسب أسواق النفط قيدها تقليص منظمة أوبك توقعاتها للطلب العالمي للفترة المتبقية من العام مع تباطؤ النمو الاقتصادي.