أكد تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» أن هناك مخاطر تواجه السوق النفطية أبرزها الشكوك المتعلقة بالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتطورات السياسة النقدية للمصارف المركزية وكذلك العوامل الجيوسياسية.
وأضاف التقرير أن التطورات الإيجابية في بداية عام 2019 والمكاسب السعرية التي تحققت بنحو 30 في المائة في الربع الأول أسهمت في تعزيز وضعية «إعلان التعاون» بإجراء مزيد من تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية إلى جانب تحقيق معدلات مطابقة عالية والتي سجلت في نيسان 2019 مستوى 168 في المائة وهو رقم قياسي مرتفع وكان له تأثيرات إيجابية في سوق النفط العالمية.
وذكر أن متوسط مستوى المطابقة للأشهر الأربعة الأولى من عام 2019 سجل 120 في المائة وهو مستوى مرتفع ومرضٍ ويفوق بعض التوقعات السابقة، مشيرا إلى تأكيد لجنة المراقبة الوزارية لـ»أوبك» وخارجها في الاجتماعات السابقة أن منظومة عمل ونهج المنتجين في «أوبك» وخارجها اتسمت بأنها رشيقة ومرنة وكان لها دور حاسم في نجاح «الإعلان المشترك» وسيكون مفتاح النجاح والمضي قدما في المستقبل.
ونوه التقرير إلى أن النجاح الذي تحقق على مدى 30 شهرا الماضية جيد للغاية ولكن هناك دائما ما هو أفضل لتحقيقه والتطلع إليه، حيث إن الجميع على متن القارب نفسه ويجب أن يعولوا كثيرا على التعاون والتكامل في الجهود.
وأوضح أنه على سبيل المثال عندما واجه السوق حالة من الإفراط في زيادة العرض كانت هناك ضرورة لإجراء تعديلات الإنتاج الطوعية وتم تنفيذها بنجاح كما حدث في فترتي كانون الأول (ديسمبر) 2016 وكانون الأول 2018 مشيرا إلى أنه في المقابل عندما يتفوق الطلب على العرض ويواجه السوق حالة من ضيق المعروض كما حدث في حزيران 2018 اتخذ الشركاء الإجراءات المناسبة على الفور.
وشدد تقرير «أوبك» على استمرار المنتجين في مراقبة تطورات سوق النفط بعناية ولا سيما توقعات مخزون النفط ورصيد العرض والطلب عقب نجاح المشاورات في الاجتماع الوزاري 176 لمؤتمر «أوبك» والسادس لاجتماع «أوبك» وخارجها الذي خلص إلى التوافق على تمديد خفض الإنتاج بمستوياته الحالية حتى آذار 2020.
وأضاف أن المنتجين تكون لديهم رصيد من الخبرات على مدى العامين الماضيين أو نحو ذلك وهو ما يؤهلهم إلى الحفاظ على توازن واستقرار السوق بشكل مستدام وهو ما يبشر أيضا بأداء أفضل للسوق في النصف الثاني من العام خصوصا مع قرار تمديد تخفيض الإنتاج.
وأشار إلى أن المنتجين متيقظون لأي عاصفة تهب على السوق وسيستمرون في تحديث البيانات والقياسات ومراجعة التقييمات المتضاربة باستمرار لتحسين وضع السوق مع سرعة اتخاذ القرارات الملائمة.
وقال إن هناك حالة من الثقة في أن جميع المشاركين في «الإعلان» سيستمرون في النظر إلى فعل الشيء الصحيح والحفاظ على يد ثابتة للمساعدة في تحقيق توازن السوق المطلوب والاستقرار المستدام لخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.