بداية وقبل الحديث عن المخطط الامريكي الصهيوني الذي يستهدف منطقتنا العربية وقضيتنا الفلسطينية، والذي تقوده إدارة الرئيس ترامب، لا بد من تذكير جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب واحد أقطاب هذه الإدارة الموالي للاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي وللصهيونية، والذي أكثر في هذا الشهر، شهر نيسان، من التهجم على الشهداء الفلسطينيين بمن فيهم الشهيد خليل الوزير، ابو جهاد، والتهجم على المناضلين الأسرى الفلسطينيين وعلى النضال الوطني وعلى السلطة الوطنية واصما ذلك بالارهاب، لا بد من تذكيره بأن هذا الشهر شهد العديد من المجازر الاسرائيلية التي يندى لها الجبين بدءا بمجزرة دير ياسين في التاسع من نيسان عام ١٩٤٨ التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، شتيرن والاتسل، وراح ضحيتها اكثر من ٢٥٠ شهيدا من المدنيين العزل الذين قتلوا بأبشع الصور، مرورا بمجزرة قانا الاولى عام ١٩٩٦ التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان وراح ضحيتها ١٠٦ مدنيين كانوا قد لجأوا الى مقر قوات الطواريء الدوليه خلال العدوان الاسرائيلي فقام الجيش الاسرائيلي بقصف هذا المقر،ثم بعد ذلك بسنوات مجزرة قانا الثانية، وقبل ذلك وفي نفس الشهر من عام١٩٧٣ قامت اسرائيل باغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة الشهداء كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار، في بيروت اضافة الى استشهاد عشرات المدنيين. وفي السادس عشر من نفس الشهر عام ١٩٨٨ قامت اسرائيل باغتيال الشهيد ابو جهاد وفي السابع عشر من نيسان ٢٠٠٤ اغتالت الشهيد عبد العزيز الرنتيسي. وبين ١٩٤٨ واليوم سلسلة طويلة من المجازر والاغتيالات والاعتقالات وعمليات هدم منازل الفلسطينيين التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي، الذي يدافع عنه غرينبلات، ضد ابناء شعبنا عدا عن الجرائم والفظاعات التي ارتكبها ولا زال يرتكبها المستعمرون الاسرائيليون في الاراضي المحتلة ومن بينها مجزرة الحرم الابراهيمي ضد المصلين التي ارتكبها احد عتاة المستوطنين، واحراق عائلة دوابشة في دوما واحراق الطفل الشهيد محمد ابو خضير حيا بعد اختطافه وسلسلة طويلة من جرائم الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم لسبب وحيد هو اصرار الشعب الفلسطيني على العيش بحرية وكرامة في وطنه ودولته المستقلة مثل غيره من الشعوب دون احتلال او هيمنة، انطلاقا من حقه الطبيعي وانطلاقا من حقوقه الثابتة والمشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية عبر ساسلة طويلة من قراراتها.
كما ان من الجدير تذكير غرينبلات ان ما شهده شهر نيسان على مدى السنوات والعقود الماضية هو مجرد عينة مما شهدته كل الشهور والعقود الماضية من عدوان شرس ضد شعبنا وحقوقه. كما يجدر تذكير غرينبلات ان شعبنا الفلسطيني الذي لن يتنكر يوما لتضحيات شهدائه واسراه الذين ضحوا من اجل حرية شعبهم وكرامته،احتفل هذا الشهر ايضا بيوم الاسير الفلسطيني تقديرا لأسرى الحرية من ابناء شعبنا، وتذكيره بأن شعبنا بكل قواه وفصائله في الوطن والشتات لن ينسى يوما شهدائه وجرحاه وأسراه الذين مهدوا الطريق لانعتاقه من كابوس هذا الاحتلال الذي يدافع عنه غرينبلات ويدعمه. فمن هو الارهابي يا سيد غرينبلات ؟ من يتوق للحرية ويدافع عن حقه الطبيعي في الحياة بكرامة وناضل منذ عقود طويلة ضد احتلال يهيمن على مصيره ويتحكم بكل جوانب حياته ام من يرتكب كل هذه الفظاعات لترسيخ هذا الاحتلال غير الشرعي ويمارس ابشع انواع العنصرية ومن يدعمه بالمال والسلاح والحماية من ارادة المجتمع الدولي؟
ويكفي ان نقول ان ما تفوه به غرينبلات ضد شهداء وأسرى وقادة فلسطين وشعبها لا يندرج الا في اطار المخطط الامريكي الصهيوني الذي يستهدف منطقتنا العربية وقضيتنا الفلسطينية كما يستهدف الشرعية الدولية والقانون الدولي واعلانات حقوق الانسان، والذي يشمل فيما يشمل اعتراف الادارة الاميركية بالقدس عاصمة للاحتلال غير الشرعي وبالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل واستهداف اللاجئين ودعم الاستعمار غير الشرعي ومحاولة تسويق مقترحات أبعد ما تكون عن روح السلام والعدل تحت مسمى مقترحات سلام او صفقة القرن.
الجميع يتذكر ما صرحت به السيدة كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية في في عهد الرئيس بوش الابن عندما قالت بأن هذ المنطقة ستمر فيما أسمته “مرحلة الفوضى الخلاقة”، وإذ بنا نمر في فوضى ما سمي بـ”الربيع العربي” الذي طال عددا من الدول العربية التي كانت تعتقد بأنها أكثر الدول استقرارا.
ان اكثر ما يؤلم ان كثير من الدول العربية قامت على تفتيت بلادها حسب خطة السيدة رايس، واخطر من ذلك ما قالة وخطط لة البروفسور ماكس مانورينج خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الامريكية.
وقد توجة لاسرائيل كي يلقي على جنرالاتها خطتة المدمرة للقضية الفلسطينية.
حيث اهم ما جاء بهذة المحاضرة بان أسلوب الحروب القديمة والتي كان عمادها آلة التسليح الجيد هي التي تنتصر على الدول التي يراد احتلالها، وأكد بان الان ليس تحطيم المؤسسات العسكرية لانها لم تعد هي الحل للسيطرة على الاعداء ، كدولة اسراءيل ضد الدول العربية او الفلسطينيين، (طبعاً هو لم يذكر الاسماء، ولكن معروف عما يتكلم)
ان المهم هو زعزعت الاستقرار لهذة الدول ولكن عن طريق المواطنين أنفسهم لهذة الدول لخلق دول فاشلة.
اي انة يشجع ما تقوم بة فتح وحماس من فرقة تجعل هذة الدولة الواحدة بان لا تكون قوية وحاضرة لمجابة عدوها. . طبعاً هو لم يذكر بالاسم بين فتح وحماس ولكن الاستراتيجية التي تقوم عليها فلسفتة هو تفتيت الدولة الواحدة . لان بهذة الخطة تكون الدولة المحتلة مسيطرة على اعداءها بدون اي خساءر بشرية او عسكرية.
ومختصر هذة الخطة بانها ستكون هي الضامن الحقيقي لعدم تحقيق اي نصر ضد عدوها.
واذا نظرنا لما يجري حاليا في الدول العربية مثل سوريا او العراق او دول المغرب العربي والسودان نجد. بان نظرية هذا البروفسور واقعية وتنطبق تماما عما تريدة اسراءيل. وخصوصا ما يحصل في بلادنا فلسطين.
كان نتنياهو يهدد ويتوعد الرءيس محمود عباس بانة اذا اتفق مع حماس فهذا يعني بانة لا يريد سلاما مع اسراءيل، واليوم هو اي نتنياهو يقوم بمهمة السلام مع حماس ناسيا بان حماس هي الفصيل المتمرد، او الفصيل المدمر لعملية السلام ، وينسى بان امريكا حليفتة تضع حماس كحزب اللة التي ضمن قاءمة الارهاب في العالم.
وفِي محاضرتة امام جنرالات العدو الاسراءيلي يضيف بوقاحة متناهية بانة ان لا تأخذكم العاطفة اذا وجدتم قتلى او جرحى من اطفال و شيوخ بهذة الحرب الخلاقة ، بل عليكم ان تضعوا العراقيل امام اي وحدة ويصبحون قوة لا يستهان بها ؛ علينا المشي قدما في تفتيت دول العدو ، وفِي بطء ، كما يطبق الان في سوريا والعراق وليبيا ، لان استراتجية الا نهاك والتآكل البطيء هو النصر الحقيقي ، لان إسقاط الدولة او المجتمع بسرعة لربما ستعود هذة الدولة وتنهض من جديد.
وهذا ما يجب ان يتم بين الفصيلين فتح وحماس ، لانهم ولغاية اليوم يديران الأزمة بينهما ولا ينهيا الانفصال ، ومع مدة طويلة من الزمن تصبح وكان شعب فلسطين الواحد ، شعبين من الصعب جدا ان يصبحا شعب واحد ، وبذلك تصبح الامور اكثر تعقيدا عن حلها.
فحرب اسراءيل على حماس لا يمكن القضاء عليها نهاءياً، بل بالعكس لربما تجد حماس نفسها في ماءازق تضطر لانهاء هذا الانفصال ،بما يلحق اكثر الضرر لاسراءيل.
اليوم الدول العربية في وضع سيّء لا تسطيع التحضير لاي حرب ضد اسراءيل لانها دول تتآكل بدون حروب.
ان هذا كلام خطير جدا وقولة من بروفسور أمريكي ضد العرب يجعل لة أهمية كبرى كي نوقف هذا التآكل من داخلنا العربي والفلسطيني.
اننا اليوم نعيش في حالة سوء ، ولكن اذا بقينا على هذا الوضع العربي، وخصوصاً الفلسطيني فسيكون وضعنا اسواء بكثر.
من واجبنا الوطني ان نسمع و نستوعب ما يقولة أعداءنا كي نخرج من هذا النفق المظلم.
فهل من الممكن ان ننهي هذة الماسي لشعب يناضل ويصبر كي ينتزع استقلالة وحريتة ؟؟؟
الجواب نعم ممكن اذا وضعنا مصلحة الوطن قبل مصالح إقليمية ، او أنانيات ضيقة تجعل قضيتنا المقدسة في مهب الاستنزاف والتفتت.
كم ان الدول المجاورة لفلسطين كالاردن وسوريا ولبنان و مصر والعراق يعانون من اقتصاد ضعيف لدرجة انهم حتي لا يستطيعون القيام بواجباتهم المادية تجاة السلطة الفلسطينية.
كما ان دول المغرب العربي الغنية فيها من تفرقة قبلية و مذهبية تجعلها ضعيفة امام دولة قوية اقتصاديا مثل اسراءيل.
ات وضع دول الخليج ليس احسن من دول الجوار الاسراءيلي ،، لان ايران مازالت توظف جميع إمكانيتها البشرية والمادية لزعزعتها مما يؤثر تأثيرا مباشرا على علاقة اسراءيل بهذة الدول، وهذا ليس خفيا على احد ، لان نتنياهو يعلن وبكل وقاحة ان الذي يقربنا من الدول الخليجية هي ايران.
ولكن و بكل تاكيد قد أفهمته هذة الدول وخصوصا السعودية ، وعلى رأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وو لي عهدة الأمين الامير محمد بن سلمان حفظهما اللة عن طريق القمم العربية بان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة للمملكة، كما انهما اكدوا للاخ الرءيس محمود عباس بدعمهم المطلق للقضية الفلسطينية .
ان العدو الاكبر لنا هو امريكا ، ولوا ارادت امريكا وقف التدخلات الإيرانية بهذة الدول وخصوصا تدخلها السافر في اليمن ، لكان وضعنا العربي غير هذا الوضع الذي نحن فية..
لذلك ونردد القول بان مال الدنيا لايساوي ذرة من ترابنا الفلسطيني الموحد، من الناقورة الى حدود رفح المصرية ومن النهر الى البحر ومن ام الرشاش ميناء فلسطين على البحر الاحمر الى اسدود ، هذة هي بلادنا وهذة هي حدودنا.
و الشعب الفلسطيني ينتظر المعجزة التي يتم بها انهاء الانفصال الذي يفتت بلادنا كما يقول البروفسور ماكس مانورنغ امام جنرالات العدو الاسراءيلي. فهل من مجيب من فبل فتح وحماس؟
نرجو ان يتم ذلك والله المستعان.