افتتح في مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي، اول امس منتدى الاستثمار الصيني- اللبناني الذي تنظمه مجموعة «فرنسبنك» واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بوزير الاتصالات محمد شقير، وحضور وزير الاقتصاد منصور بطيش والنائب هادي حبيش فاعليات اقتصادية ورجال اعمال لبنانيين وصينيين.
بداية ألقى الرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية رئيس مجموعة «فرنسبنك» عدنان القصار كلمة لفت فيها الى أن «لبنان يلعب دورا استراتيجيا في مبادرة الحزام والطريق التي اطلقها الرئيس الصيني»، مشيرا الى ان «تفعيل التعاون الصيني – اللبناني المشترك من شأنه ان يحقق منفعة متبادلة وشراكات رابحة للجانبين»، آملا من الشركات الصينية «تعزيز استثماراتها في لبنان في مختلف القطاعات الرئيسية».
وشدد على أن «تأليف حكومة جديدة في لبنان منح المستثمرين ثقة أكبر، والهدف المشترك للقطاعين الخاص والعام في لبنان استعادة دوره كمركز اقليمي للاعمال والاستثمارات والخدمات اللوجستية والنقل والسياحة والمالية».
ثم تحدثت رئيسة المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية غاو يان، فلفتت الى ان «زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة أدى الى تعزيز التبادل التجاري بين الصين ولبنان».
أما السفير الصيني وانغ كيجيان، فشدد على «أهمية تفعيل التعاون بين الصين ولبنان في اطار مبادرة الحزام والطريق لما فيه منفعة البلدين».
من جهة قال شقير انه «إذا أردنا النظر بموضوعية الى العلاقات الاقتصادية بين لبنان والصين، يتضح لنا انها تتركز على التجارة البينية، وفي هذا الاطار يظهر وجود خلل كبير في الميزان التجاري لمصلحة الصين، بمعدل سنوي يتجاوز الملياري دولار، وهذا رقم كبير بالنسبة للبنان. نتحدث عن ذلك بصراحة وشفافية، لأننا نريد استمرار الزخم في علاقاتنا الاقتصادية التي نريد لها ان تتقدم وتتطور وأن تشهد نوعا من التوازن. صحيح انه كان لنا في الفترات السابقة محاولات عدة لزيادة صادراتنا الى الصين، لكن النتائج لم تكن على قدر الأمنيات، لذلك نأمل تحقيق هذا التوازن في قطاعات أخرى لا سيما الاستثمار. وفي هذا المجال، أعتقد ان الاجواء مؤهلة جدا، مع سياسة التوسع الاقتصادي التي تعتمدها الصين عبر الاستثمار عالميا، ومن ضمنها منطقتنا ولبنان بشكل خاص الذي يشكل مركزا أساسيا على طريق الحرير».
وتابع: «نحن من جهتنا، نعلن أمامكم ان لبنان يتحضر لاطلاق سلة مشاريع كبرى لاعادة تأهيل بنيته التحتية من ضمن مؤتمر سيدر بقيمة 11،8 مليار دولار. كما ان الدولة اللبنانية اقرت قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي يتيح للشركات الاجنبية الاستثمار في هذه المشاريع الحيوية. إنطلاقا من ذلك، ندعو الشركات الصينية للدخول بتحالفات مع الشركات اللبنانية للاستثمار في هذه المشاريع، ونؤكد أمامكم استعدادنا لتوفير كل التسهيلات اللازمة في هذا الاطار».
وكانت كلمة لوزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس قال فيها: «طريق الحرير التي يعود تاريخها الى 200 عام قبل الميلاد، ها هي اليوم تطل علينا برا وبحرا لتربط شرق الكرة الارضية بغربها بطول عشرة الاف كيلومتر من الصين الى اوروبا مرورا بكازاخستان وروسيا. ومن يسيطر على هذه الطريق يسيطر على العالم في بعد جيو-استراتيجي ومن ثم جيو-سياسي. وما يربط بيروت وتشون شينغ، تاريخ يمتد على طول وسائط النقل والتجارة».
وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية ممثلا برئيسته غاو يان واتحاد الغرف اللبنانية ممثلا برئيسه الوزير شقير، لإنشاء مركز التحكيم العربي الصيني، وتوقيع مذكرة تفاهم أخرى بين المجلس ووزارة الصناعة ممثلة بالوزير وائل ابو فاعور لتعزيز الاستثمارات الصينية في المناطق الصناعية اللبنانية.
وتحدث ابو فاعور فاعتبر أن «اللقاء فرصة لتطوير العلاقات اللبنانية – الصينية في كل المجالات، لا سيما في موضوع الصناعة التي عانت تاريخيا وتعاني اليوم نتيجة غياب الإجراءات المطلوبة من الحكومات المتعاقبة لرعاية الصناعة ودعمها».
وتحدث عن اقتراح سيقدمه عن «مخطط للمناطق الصناعية لا يقوم على قاعدة سياسية بل على قاعدة إنمائية اجتماعية».