يخوض سيتي مباراة الاياب امام شالكه في خضم الازمة التي تعصف به بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي الاسبوع الماضي أنه فتح تحقيقا حول ما إذا كان النادي الإنكليزي خرق قواعد اللعب المالي النظيف.
ويستقبل مانشستر سيتي الانكليزي على ملعبه الاتحاد ضيفه شالكه في إياب ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم واضعا نُصب عينه عدم تكرار الاخطاء التي وقع فيها في الذهاب بعدما قلب تخلفه بعشرة لاعبين من 1-2 إلى فوز مثير 3-2، فيما بات مدرب الفريق الالماني دومينيكو تيديسكو امام الفرصة الاخيرة لانقاذ نفسه من الاقالة.
ويلخص مدرب سيتي الإسباني جوسيب غوارديولا معاناة فريقه على ملعب «فيلتنس أرينا» في غيلسنكيرشن امام فريق يحتل المركز الرابع عشر في الـ»بوندسليغا»، قائلا «ما زلنا غير مستعدين للقتال من أجل المراحل المتقدمة»، مضيفا في اشارة الى تقدم شالكه بهدفين للدولي الجزائري نبيل بن طالب من ركلتي جزاء وطرد مدافعه الدولي الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي «منحناهم ركلة الجزاء الاولى، وركلة الجزاء الثانية والبطاقة الحمراء. في هذه المسابقة ما يحصل غير جيد، حصل العديد من الامور. لو حصل ذلك في مراحل اخرى، لكان انتهى الامر».
ويدين سيتي بفوزه الى المهارات الفردية للاعبيه مع المتألق البديل الدولي الألماني لوروا سانيه الذي سجل هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة بعد 7 دقائق من دخوله بدلا من الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، والى رحيم سترلينغ الذي خطف هدف الفوز في الدقائق القاتلة.
ويسعى سيتي هذا العام الى تحقيق رباعية تاريخية، وأوّل الغيث احرازه كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة على حساب تشلسي، فيما انحصر الصراع بينه وبين ليفربول في الدوري الممتاز حيث يتصدر بفارق نقطة (74 مقابل 73)، ووصل الى الدور ربع النهائي من كاس انكلترا، ولكن تبقى المسابقة القارية الام الاكثر رغبة لرجال غوارديولا.
وتوجب على هذا الاخير أن يواجه اسئلة الصحافيين قبل مباراة الذهاب امام شالكه التي تمحورت معظمها حول فشله في الفوز باللقب القاري منذ ثمانية اعوام، بعدما كان نجح في تحقيق هذا الانجاز مرتين في غضون ثلاثة أعوام مع برشلونة الاسباني عامي 2009 و2011.
ويطالب عشاق الـ»سيتيزنس» المملوك من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان منذ اكثر من عقد من الزمن (2008)، وبعد استثمار بمليارات الجنيهات وثلاثة ألقاب محلية في الدوري، المزيد من التألق على الساحة الاوروبية بانتظار التتويج الاول في تاريخ النادي.
هل يستبعد من دوري الابطال؟
ويخوض سيتي مباراة الاياب امام شالكه في خضم الازمة التي تعصف به بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي الاسبوع الماضي أنه فتح تحقيقا حول ما إذا كان النادي الإنكليزي خرق قواعد اللعب المالي النظيف، وهي مخالفة قد تؤدي إلى استبعاده من مسابقة دوري الابطال.
وفي وقت فتحت غرفة التحقيق التابعة لهيئة المراقبة المالية للاتحاد الاوروبي تحقيقا رسميا بحق سيتي، رد النادي الإنكليزي ببيان قائلا انه يرحب بهذه الخطوة، التي يعتبرها فرصة لإنهاء التكهنات التي ظهرت عبر القرصنة غير القانونية ونشر الرسائل الإلكترونية التي خرجت عن سياقها.
ويدرك سيتي جيدا ان الفرصة متاحة امامه هذا الموسم في الساحة الاوروبية ليقول كلمته الاخيرة، خصوصا في ظل خروج معظم الاسماء الكبيرة اذ حجز حتى الآن كل من مانشستر يونايتد الانكليزي ومواطنه وتوتنهام، بورتو البرتغالي وأياكس أمستردام الهولندي بطاقات التأهل للدور ربع النهائي، وهي أندية لم تصل الى هذا الدور الموسم الماضي.
وفي مواسمه السبعة مع برشلونة وبايرن ميونيخ الالماني، لم يفشل غوارديولا في الوصول الى الدور نصف النهائي، في حين أن سيتي تأهل الى المربع الذهبي للمسابقة مرة واحدة في تاريخه عام 2016 عندما خسر امام ريال مدريد الاسباني حامل اللقب في الاعوام الثلاثة الاخيرة، والذي خرج وهو يجر اذيال الخيبة هذا الموسم من دور ثمن النهائي بخسارته في مجمل المباراتين أمام أياكس (3-5).
ويلعب غوارديولا ورقة عدم المقارنة مع الاندية الاوروبية الكبيرة لتبرير فشله في الفوز بالكأس القارية بعد ثلاثة أعوام امضاها في مانشستر.
ومؤخرا، صرح المدرب الاسباني قائلا «مقارنة مع برشلونة، ريال (مدريد)، بايرن ميونيخ وهي اندية تملك تاريخا من النتائج الرائعة، لا مجال للمقارنة (مع فريقه)».
مباراتان لانقاذ نفسه
ويطالب غوارديولا بالفوز امام شالكه الفريق الذي يعيش في خضم العواصف والازمات، وتحديدا مدربه دومينيكو تيديسكو (33 عاما) الذي يرتبط مصيره بامكانية اقصاء سيتي والتأهل للدور التالي، بعدما منحه المدير الرياضي الجديد يوخن شنايدر مباراتين لاثبات نفسه وطرد شبح الاقالة: أمام سيتي الثلاثاء وأمام ثالث ترتيب الدوري لايبزيغ السبت المقبل.
ويخوض شالكه مباراته امام سيتي بمعنويات ضعيفة اثر خسارته في الدوري امام فيردر بريمن 2-4، وهي خسارته الثالثة تواليا.
وأقر المهاجم السويسري بريل إيمبولو، صاحب هدفي فريقه ضد بريمن، بصعوبة الموقف قائلا «لا نقاط، لا تحسن كبير. اوقات صعبة بانتظارنا»، مضيفا «الامور لن تصبح اسهل، وعلينا أن نتحضر لذلك».
ويأمل لاعبو شالكه انقاذ رأس مدربهم من مقصلة الاقالة، من خلال اسقاط سيتي على ارضه لكن المهمة لن تكون سهلة امام فريق فاز بمبارياته التسع الاخيرة في معقله.
رونالدو … هل يلهب حماسة الجماهير؟
ويأمل يوفنتوس الايطالي ان يؤتي استثماره الضخم بالنجم كريستيانو رونالدو حين تعاقد معه ثماره اليوم الثلاثاء حين يستضيف اتلتيكو مدريد الاسباني.
ويدخل فريق السيدة العجوز بتورينو وهو مطالب بتدارك خسارة الذهاب بثنائية نظيفة.
ويبدو ان الاسلوب الدفاعي لاتلتيكو ويوفنتوس سيكون سيد الموقف وانهما سيخوضان لقاء الاياب وهما على المسافة ذاتها من بعضهما.
لكن نادي العاصمة الاسبانية نجح في امسية العشرين من شباط في خطف هدفيه في الدقائق الاخيرة بفضل المدافعين خوسيه ماريا خيميز ودييغو غودين.
غريزمان يحذر
على رغم أفضلية الهدفين، حذّر المهاجم الفرنسي لأتلتيكو أنطوان غريزمان من أنه «تبقى هناك مباراة الإياب التي ستكون مشابهة لهذه المباراة. كنا ندرك بأنها ستكون مباراة كبيرة»، مشيراً لراديو «أر أم سي سبور» إلى أنّ «الجمهور كان خلفنا وساندنا في لحظات معقدة. حاولنا الهجوم دون أن نترك خلفنا الكثير من المساحات».
ويعوّل يوفنتوس كثيراً على رونالدو الذي أطاح به من الدور ربع النهائي الموسم الماضي بتسجيله ثنائية في تورينو قاد بها ريال للفوز 3-صفر في الذهاب ثم سجل هدف التأهل في الوقت القاتل إياباً (خسر ريال 1-3)، من أجل تكرار ما حققه النجم البرتغالي في نيسان 2016 حين سجل ثلاثية حول بها خسارة فريقه ذهابا أمام فولفسبورغ الألماني بهدفين نظيفين.
العودة من بعيد ليست مستبعدة بالنسبة ليوفنتوس، إذ سبق أن حقق ذلك ثماني مرات في دوري الأبطال، بينها في ربع نهائي نسخة 1996 ضد ريال مدريد في طريقه لإحراز لقبه الثاني.
بالنسبة لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» فإن «CR7 موجود هنا (مع يوفنتوس) من أجل ذلك»، لخوض «مباراة لا يمكن لكريستيانو رونالدو أن يخطىء فيها».
وأردفت «لم يوقع من أجل الفوز بلقب الدوري أو تعزيز المبيعات، يوفنتوس ينتظر إنهاء أعوام من الخيبة»، في إشارة منها الى خسارته نهائي المسابقة خمس مرات منذ تتويجه الأخير عام 1996، بينها مرتان في الأعوام الأربع الأخيرة ضد قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد.
في لقاء الذهاب، لم تكن عودة رونالدو الى العاصمة مدريد موفقة بعدما تركها الصيف الماضي إثر 10 مواسم مع ريال مدريد، إذ كان حاضرا غائبا في اللقاء ولم يسجل حضوره سوى بفرصة واحدة من ركلة حرة في الشوط الأول.
وبعدما أراحه المدرب ماسيميليانو أليغري مع العديد من النجوم في مباراة الدوري الجمعة ضد أودينيزي (4-1)، يأمل رونالدو أن يقدم الثلاثاء المستوى الذي جعله سيد المسابقة القارية التي أحرز لقبها خمس مرات وسجل فيها 121 هدفاً، بينها 57 هدفاً مفصلياً.
وبعد أن أنهى المواسم الستة الماضية كأفضل هداف في المسابقة، وصل رونالدو الى الشباك مرة واحدة فقط هذا الموسم ومنذ الخسارة أمام أتلتيكو لم يسجل أي هدف في الدوري، ما جعله يتنازل عن صدارة ترتيب الهدافين لمهاجم يوفنتوس السابق وسمبدوريا الحالي فابيو كوالياريلا (19 مقابل 20). والمشكلة التي تواجه يوفنتوس أنه يحتاج لتسجيل هدفين من أجل إطلاق المواجهة من نقطة الصفر ضد فريق متخصص في الدفاع لم يتلق أي هدف في أي من مبارياته الخمس الأخيرة.
«رونالدو قادر على كل شيء»
رونالدو الذي سجل 22 هدفاً في شباك الجار اللدود أتلتيكو خلال مواسمه العشرة مع ريال، تحدث عن فريق المدرب سيميوني قائلاً «الجميع يعلم بأنهم فريق قوي، يدافعون بشكل جيد ولا يخاطرون كثيراً ويلعبون على الهجمات المرتدة، لكننا جاهزون وسنقوم بكل ما باستطاعتنا للفوز عليهم».
وبعدما اكتشف عن كثب ما يمكن للنجم البرتغالي أن يفعله خلال إياب ربع نهائي موسم 2015-2016، اعتبر المدرب السابق لفولفسبورغ ديتر هيكينغ في حديث لصحيفة «غازيتا ديلو سبورت» أنّ «رونالدو قادر على كل شيء، بإمكانه أن يسجل مجدداً ثلاثة أهداف كما فعل ضد فولفسبورغ. هو قادر بالطبع».
ورأى أنّ «أتلتيكو يملك أفضل دفاع في أوروبا وهجوماً ممتازاً: من دون رونالدو، من بإمكانه اختراع الأهداف في كافة الأحوال، سيكون الأمر مستحيلاً. إذا لم أقل بأنّ رونالدو هو أفضل لاعب واجهته في حياتي، فسأكون كاذباً».
وأردف هيكينغ: «أتذكر تلك الأمسية، قلت لفريقي بأنه لا يجب أن نخشاه أو (ملعب) برنابيو، لكن بعد 17 دقيقة كنا متخلفين صفر-2 بثنائية من CR7، كان عملاقاً».
وقد تكون مباراة الثلاثاء مصيرية لأليغري الذي وجهت إليه الكثير من الانتقادات بعد مباراة الذهاب بسبب أسلوبه المتحفظ، وحتى أنّ بعض التقارير المحلية تحدثت عن تقدمه بالاستقالة لكنّ رئيس النادي أندريا أنييلي رفضها.
وفي تحليله لرغبة يوفنتوس بإحراز اللقب القاري، قال المدرب البالغ 51 عاماً: «أعتقد أن التوقعات (بإحراز اللقب) أصبحت مرتفعة جداً لدرجة الهوس. منذ وصولي إلى هنا، كانت مسابقة دوري الأبطال الهدف على الدوام، لكن من الخطأ القول بأن الخروج يعني بأن يوفنتوس قد فشل».