بالنسبة لعدد متزايد من المُصدّرين الصينيين، الذين خاضوا غمار الحرب التجارية خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب واستثمروا سنوات طويلة لاجتذاب القدرة الشرائية للمستهلكين الأميركيين، يبدو أن وقت الانسحاب من السوق الأميركية قد حان.
مع وصول الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، أوقفت مصانع تُصدّر سلعاً مثل ماكينات القهوة وسراويل اليوغا، شحناتها إلى الولايات المتحدة، وقلّصت من وتيرة الإنتاج لتعمل ثلاثة أو أربعة أيام فقط في الأسبوع.
ورغم أن ترامب أشار إلى أن هذه الرسوم لن تبقى على هذا المستوى المرتفع للأبد، فإن بعض المُصدّرين القلقين بدأوا فعلياً في وضع خطط دائمة للانسحاب من السوق الأميركية والتوجه إلى مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط لتصريف بضائعهم.
قالت وانغ شين، رئيسة جمعية التجارة الإلكترونية عبر الحدود في شينجن، والتي تمثل نحو 3000 مُصدّر، إن “المُصدّرين يحاولون حالياً النجاة من الأزمة الراهنة”، مشيرة إلى أن الشركات تتخذ خطوات لجمع السيولة النقدية مثل بيع المخزون بأسعار مرتفعة، وإلغاء عقود استئجار المخازن في الولايات المتحدة.
التوقف عن القتال من أجل السوق الأميركية
من بين هؤلاء المُصدّرين، شركة تجزئة مقرها غوانزو، تبيع الملابس الداخلية وسراويل اليوغا عبر منصات “أمازون”، و”تيمو”، و”شي إن”. قررت الشركة التوقف عن شحن أي منتجات إلى الولايات المتحدة منذ مطلع الشهر الجاري، ورفعت أسعار بعض منتجاتها الأكثر مبيعاً بنسبة تصل إلى 30% لجمع السيولة.
وقال مدير المبيعات، هوانغ لون: “عقدنا بعض الاجتماعات الطارئة في أواخر مارس لمناقشة خطواتنا المقبلة، وكان الاستنتاج: التوقف عن القتال من أجل السوق الأميركية”.
ومع تراجع صادرات الصين، من المتوقع أن يواجه المستهلكون الأميركيون ارتفاعاً في الأسعار ونقصاً في السلع الأساسية خلال الأشهر المقبلة.
تُضاف هذه التوقعات القاتمة إلى تقديرات العديد من الاقتصاديين الذين يرجّحون دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي، إذا لم تتراجع إدارة البيت الأبيض عن تهديداتها بفرض مزيد من الرسوم