دان وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور وليد فياض «العدوان الصهيوني على الفلسطينيين الذين من حقهم ان يعيشوا وأن يحلموا بوطن مستقل بكل ما تنادي به المبادىء الإنسانية». ورأى ان «حجم المجازر والجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي على مدار الساعة لا يحتملها ضمير عند قتل الأطفال العزل في جنوب لبنان وحرق الاحراج وتدمير المنازل واغتيال الصحافيين كل يوم، على الرغم من قوة الردع التي نمتلكها». كلام فياض جاء في خلال مشاركته في زيارة إلى محطة تكرير مياه الصرف الصحي في زحلة ضمت السفيرة الايطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري ومديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP في لبنان ميلاني هاونشتاين. استهل فياض كلمته بالترحيب بالحاضرين، وقال: «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولا حدث يسمو على الحدث جنوبًا، ولا يمكن لإنسانٍ عاقلٍ أن يتصرّف وكأن شيئاً لم يكن (Business as usual)؛ فحجم المجازر غير مسبوق والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي في غزّة على مدار الساعة لا يتحملها ضمير. هذا العدو لم يتوانَ، على الرغم من معادلة القوّة والردع التي نمتلكها، عن قتل الأطفال العزّل في جنوب لبنان وعن إغتيال الصحافيين وإحراق الأحراج وتدمير المنازل. أضاف: «أودّ أن أشكر في هذه المناسبة الحكومة الإيطاليّة التي لم تكتفِ فقط بتمويل إنشاء منظومة الصرف الصّحي في منطقة زحلة والجوار بنحو 20 مليون يورو حيث دخلت الخدمة عام 2017، بل سارعت حين تعثّرت عقود التشغيل والصيانة عام 2022 الى تخصيص هبة لإستمرار عمليّة التشغيل لمدّة سنتين ريثما تتمكّن مؤسسة مياه البقاع من تولّي مسؤولياتها كما ينصّ عليها القانون. كما أشكر منظمة UNDP والشركة المتعهّدة BUTEC على العمل الإحترافي الذي يؤدّيانه في هذا الموقع وعلى مساحة المنظومة وأيضاً على الدعم التقني الذي يقدمانه لمؤسسة مياه البقاع. أما من جهة وزارة الطاقة والمياه فقد حرصنا على تأمين الشروط اللازمة لضمان إستدامة عمل محطة زحلة ومنظومتها عبر تأمين خطة خدمة كهربائية 24/24 أو بالحدّ الأدنى 18/24 من قبل مؤسسة كهرباء لبنان وعلى تأمين خط إحتياطي من المعامل الكهرومائية التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، كما أعدنا تفعيل مشروع إنشاء وإستكمال منظومات الصرف الصحي المقررة في مشروع البنك الدولي ومنها توسيع منظومة زحلة لكي تغطي كافة النواقص التي ظهرت في المشروع الأساسي. وهنا نتوجّه الى جميع السلطات المحلية والمواطنين الموجودين اليوم معنا والمعنيين بنجاح هذا المشروع وندعوهم الى تبنّيه والسهر عليه تماماً كما فعلت بلدية زحلة حين وضعت كل إمكاناتها لإيجاد حلّ لمشكلة الوحول الصلبة الناتجة عن عملية المعالجة. كذا يجب أن يفعل الجميع، عبر تسديد كافة فواتيرهم ورفع نسبة الإشتراكات والجباية، وعبر إحترام المصانع والمسالخ للمعايير الموضوعة لمياهها المبتذلة». وختم فياض: أجدّد شكري لكلّ من ساهم في منع تعطّل خدمة عامة مهمة في منطقة البقاع الأوسط ألا وهي منظومة زحله لمعالجة الصرف الصحي وحمى مياه الليطاني من المزيد من التلوّث، وهنا أجدّد موقف وزارة الطاقة والمياه الثابت من موضوع النزوح السوري وتأثيره البيئي الهائل على مياه الليطاني، وأدعو الى علاج هذه المشكلة عبر حلٍ جذريٍ لملف النزوح يؤدّي الى عودة آمنة وكريمة للنازحين الى بلادهم». هاونشتاين وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين: «لا يسعني إلا أن أؤكد الحاجة إلى الإدارة الفعالة لقطاع مياه الصرف الصحي. ومن الضروري حماية بيئتنا وضمان ظروف معيشية صحية للمناطق المجاورة. خلال العام الماضي، نجحت هذه المحطة في معالجة أكثر من 7 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي لمنع التلوث المحتمل للمياه الجوفية والأنهار مثل الليطاني والبردوني. وكانت هذه الاستجابة لتداعيات الازمة الاقتصادية بما يخص قطاع الصرف الصحي بمثابة تدخل مبادرة نموذجية تجريبية يمكن أن يتمهد الطريق لتكرارها في المستقبل إذا لزم عند الحاجة الأمر، أما اذا فشل قد يثني الجهات المانحة المحتملة عن تقديم المساهمات المالية لهذا النوع من المشاريع من جهة وقد يفرض أيضا أعباء على الصحة العامة وعلى استدامة القطاع الزراعي، مما يؤثر على الأمن الغذائي الوطني». سفيرة ايطاليا كما صرحت سفيرة إيطاليا السيدة نيكوليتا بومباردييري: «لقد استثمرت إيطاليا في هذا المشروع لأننا ندرك أهميته البالغة في تحقيق رفاهية المجتمعات المحلية. إن حماية الصحة والبيئة شرط أساسي لبلوغ مجتمع منتج، وينطبق ذلك بشكل خاص على منطقة تعتبر فيها الزراعة المستدامة محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي».
