خاص – ريم وليد شاهين
لا نعلم إذا كان كتاب ” متلّت – عتابا وميجنا” هوالجديد والفريد من نوعه في الاونة الأخيرة، أم أنّ شخصية صاحب الكتاب الشاعر قزحيا ساسين ومحبة الناس له هي التي جعلت من الشعراء والأدباء ومتذوقيّ الشعر يتوافدون إلى مسرح الأخوين رحباني في ديرمار الياس إنطلياس للمشاركة في الندوة التي أقيمت السبت حول الكتاب ومن أجل توقيعه. أمّا ما نتفّق عليه أنّ فكرة أن يعود ريع هذا الكتاب بالكامل إلى المحتاجين في إطار حملة “كتاب وقمح” ساهمت هي أيضا بحث الأيادي البيضاء للتوافد بكثافة لشراء الكتاب .
الكتاب الذي لفتني في مقدّمته حديث الشاعر عن إغراء العتابا والميجنا له، وعن جمال التجنيس، هو الذي ” أتى صغيراً إلى عسل القافية من حفيف أجنحة النّحل فوق قفير الزّجل” …وقد أهدى الشاعر كتابه إلى روح معلمه وصديقه الشاعر أنطوان مالك طوق الذي كان السبب وراء عشقه لهذا الفن الشعري منذ عمر الأربعة عشرة سنة .
قدّمت اللقاء الأدبي الإعلامية جويل فضول وتخلّله كلمات لكلّ من الشاعر إبراهيم شحرور الذي نوّه بشعر صديقه ساسين وتحدث عن أهمية الكتاب وصعوبة جمع القوافي .
وأضاف أنّ ساسين إستطاع إيجاد ” قوافي بعريشة العتابا عناقيد ما حدا كان شايفن وقطف قوافي جديده وكتب البيت اللي لاحق بعضه بالمعنى .. وقد طوّع القافية وجابها صوبه أكثر ما هي شدّته صوبها…” .
وسلّط شحرور الضوء على أهمية المبادرة الإنسانية من خلال هذا الكتاب الذي تندرج في إطار حملة ” كتاب وقمح” .
بدورها الأديبة ماري القصيفي شدّدت على أنّ هذا الكتاب سيكون مصدراً في الحفاظ على نوع شعريّ محكيّ من التراث اللبناني، وبالتالي المحافظة على ذاكرة جامعة وهوية ناس في زمن الهويات القاتلة .
وأشارت إلى أهمية المبادرة بأنّ الكتاب سيعود ريعه لحملة “كتاب وقمح”، مهنئة الشاعر قزحيا ساسين على الكتاب الفريد من نوعه.
ورأت أنه يجب على كل ّ شخص شراء ثلاث نسخ من الكتاب لما يفرض علينا من مسؤولية تجاه تراثنا ولغتنا وهويتنا، فالنسخة الأولى يهديها لكبار السنّ من متذوقيّ هذا الفن والثانية لفئة الشباب وواحدة للقراءة الفردية.
وفي الختام قرأ الشاعر ساسين بعض الأبيات من الكتاب وشكرالحضور والمشرفين على هذا اللقاء، والرّسامة زينب بيضون التي قدّمت له لوحة كبيرة، والرّسام علي شحرور الذي وضع لمساته على صورة غلاف الكتاب.
وفي حديث خاص لموقعنا كشف لنا الشاعر قزحيا ساسين أنّ الكتاب يتضمّن 126 بيتاً، وقد استغرق سنوات عديدة من العمل للوصول إلى شكله النهائي، وأكّد على أنّ تحويل الكتاب إلى كتاباً رقمياً ليس في الحسبان في الوقت الراهن لانّ الهدف منه أن يوظّف من أجل العمل الخيري.
ولفت إلى أنّ شعر العتابا والميجنا شعر تراثي وهناك شريحة كبيرة من الناس تحبّ هذا النوع من الشعر، وهناك قسم آخر لا يعرفه، وهنا تكمن أهمية الكتاب في المجابل الأدبي وكمرجع تراثي لتثقيف الأجيال في المستقبل.
وإعتبر أنّ الكتاب هو علامة فارقة في هذا الزمن لما يتخلّله من صعوبة في كتابة الجناس، وكذلك لأنّ العتابا والميجنا من أصعب ما يكتب في الزّجل.
” ل بيت الحُبّ ما بدنا ولا بَنّا
ب عِطر الشّوق مِنروِّب لبَنّا
إيديكي عالصبح بوعا لَ بنّا
وعشيّة صدرك لوجّي حجاب”