تستمر فعاليات المعرض الفني الجماعي الذي يقام في سراي بكفيا بدعوة من بلدية البلدة وبالتعاون مع “بيت المستقبل”. ويغطي المعرض مئة عام من نتاج الفن التشكيلي اللبناني، ويتضمّن أعمالاً لفنانين معروفين تُعرض للمرة الأولى. وتكمن أهميته في كون المشاركين فيه، الأحياء منهم والذين انتقلوا إلى العالم الآخر، هم إمّا من بكفيا، أو عاشوا لفترات معينة في أنحائها.
وثمة أعمال معروضة لفنانين مؤسسين أمثال قيصر الجميّل، مصطفى فرّوخ، جورج سير، بول غيراغوسيان وشفيق عبود، الذين غادروا دنيانا، إضافة إلى أعمال آخرين ممن خطّوا لأنفسهم درباً واضحاً في عالم التشكيل مثل هرير، أسادور، ليليان أبو شعر، أوديل مظلوم، يوسف عون، ندى عقل وجوزف فالوغي.
وثمّة جهد بذله فالوغي مع مجموعة من الفنانين الآخرين، أكان من أجل تنظيم هذا المعرض، أو معارض أخرى جماعية أخرى، كانت أقيمت سابقاً، وجمعت نتاجاً لفنانين لبنانيين من مختلف الإتجاهات، شأنها شأن ما يضمه المعرض الحالي من نتاج فني، تمت الإستعانة بمجموعات خاصة من أجل إغناء مضمونه.
وقال فالوغي في كلمة ألقاها خلال المعرض:
كم هو جميل لقاؤنا بهذا الجمع الراقي خلال هذه المناسبة الفنيّة والتاريخيّة من عمر الوطن العزيز.
فبعد سنوات قليلة مرّت على مئويّة إعلان دولة لبنان الكبير ، ها نحن بدورنا نحتفِل بالمئويّة الرياديّة للفنّ التشكيلي ومسيرته الإبداعيّة في بكفيّا.
وُلدت الفكرة بسرعة البرق وتبلورت بدعم مطلق من قبل جهتين:
– بيت المستقبل وعلى رأسه الرئيس أمين الجميّل.
– مجلس بلديّة بكفيّا المحيدثة برئاسة الشيخة نيكول الجميّل ومشاركة الأعضاء الزملاء.
يضمّ المعرض أعمالاً للروّاد وعدد من الفنّانين المتعاقبين، ينتمون جميعهم إلى بكفيّا الكبرى أو سكَنوها على مدى السنوات.
بلغ المشاركون في المعرض ستّت وثلاثين فنّاناً وفنّانةً موزّعين بالتساوي : ثماني عشرة فنّانة وثمانية عشر فنّاناً. وقد بلغ عدد الأعمال المعروضة ثلاثة وسبعين عملاً جعلت الجدران تتناغم والأجيال تتحاور.
فلكلّ لوحة قصّة تسردها لنا لنستكشف سويّةً أبعادها.
ههنا رواية وهنالك حكاية ليس لها بداية وغير معروفة النهاية. إنها تاريخ لزمنٍ عَبَر ولحظاتٍ خطَرت ببال ولم يتصوّرها خيال.
ولعلّ اللوحة الأقدم هي المستحمّة لقيصر الجميّل ومؤرّخة عام ١٩٢١.
تحيّة إجلال للفنّانين الذين غابوا ومعظمهم كان من المؤسّسين للفنّ اللّبناني والذين تخطّت شهرتهم الوطن.
الجميّل ، فرّوخ ، سير ، عبّود ، غيراغوسيان.
وتحيّة محبّة وتقدير للفنّانين المستمرّين بالإبداع يوماً بعد يوم أطال الله بأعمارهم لتزداد عطاءاتُهم وتفيض.
وفي الختام لا ننسى أن نتقدّم بالشكر الكبير للفنّانين المشاركين بالعرض فرداً فَرداً ، كما لأصحاب المجموعات الذين أعارونا لوحاتهم الثمينة ووضعوها بتصرّفنا دونما تردّدٍ ، فكان لهم الدور الكبير في إنجاح الحدث الفريد.
ولا بدّ لنا من أن نتوجّه بالشكر الخالص إلى الحضور الكريم والإعلاميّين الذين تميّزوا بالمشاركة في تتويج هذا النجاح الرائع.
مع أطيب التمنيّات لكم ولعالم الفنون بالإزدهار والإنتشار في أرجاء الوطن الغالي.
راجين لكم التمتّع بمشاهدة الأعمال ونحن حاضرون لكلّ نقاش واستفسار،
والسلام
يذكر ان المعرض يستمر حتى 27 آب/ اغسطس.