بقلم سايد فرنجية
السودان دولة ذات تاريخ ضارب في القدم ، تشترك مع مصر في حضارة وادي النيل .
السودان البلد العربي الأفريقي ذو الموقع الأستراتيجي المهم و مساحته الشاسعة و ثرواته الطبيعية جعلته على تفاعل مع الانشطة التجارية و الثقافية و التاريخية و الحضارية .
موقعه هذا شكل عنصر قوة كبيرة للسودان جعله ذو اهمية على المسرح الأقليمي و الدولي .
مرحلة الأستعمار العثماني
———————————
منذ قرنين من الزمن عرف السودان الدولة بحدودها الجغرافية الراهنة .
في العام ١٨٢١ اجتاحت جيوش محمد علي المصري بدعم السلطنة العثمانية مملكة سنار في السودان و اسقط عاصمتها ، و نقل محمد علي العاصمة من سنار الى الخرطوم .
على مدى نصف قرن استمر جيش محمد علي بالتوسع فضم الجنوب ، كما تم الأستيلاء على سلطنة دارفور .
مع حلول عام ١٨٧٤ بدأت تتشكل حدود الدولة الجديدة في السودان ، و اصبح للحكم المصري قواعد ادارية و قوات عسكرية محلية ، و انشأت الحكومة مراكز و مكاتب حكمتها نظم و قوانين و تنظيم جباية الضرائب .
أعتبر محمد علي اقليم السودان أمتداداً لسلطته في مصر . كما شهدت العلاقة بين القاهرة و الخرطوم تغييرات عديدة ، فكانت تجنح أحياناً لتوحيد القطر تحت امرتها ، و تارةً تعمل على تقسيم السودان الى ادارتين منفصلتين على رأس كل منها مدير مسؤول تجاه حاكم مصر .
في العام ١٨٤٨ نشأت اول مدرسة في الخرطوم و بعده نشأت عدة مدارس و تشكلت في السودان بداية التعليم الحديث و بدأ جهاز الدولة الحديثة يتجذر في السودان .
مرحلة الاستمار البريطاني
———————————
مع نهاية القرن التاسع عشر هبت الثورة المهدية و استطاعت قواتها في العام ١٨٨٥ السيطرة على الخرطوم ، و وقضت على الحكومة المحلية المدعومة من مصر و السلطنة العثمانية . و نشأت دولة مهدية سودانية التي ورثت الكثير من مقومات الدولة السابقة و نقلت العاصمة من الخرطوم الى ام درمان .
في اواخر عام ١٨٩٨ سقطت الدولة المهدية امام الجيوش المصرية و البريطانية و دخلت السودان في مرحلة استعمار بريطاني بديلاً من الاستعمار العثماني .
نظام الحكم الجديد في السودان أعطى بريطانيا اليد العليا في حكم البلاد على حساب الشريك المصري في زمن الخديوي .
في هذه المرحلة عرف السودان الادارات المتخصصة في هياكل الحكم الحديث . و كان يجلس على قمة هذا الجهاز حاكم عام بريطاني بالمقابل حصل ارتباط سياسي بين مصر و السودان .