شهد الكيان الصهيوني أزمة أنقسام سياسي أجتاحت المجتمع اليهودي و أحدثت فيه شرخاً سياسياً و أجتماعياً ، حيث شكلت أزمة مشروع التعديلات القضائية حالة رفض سياسي وتصادم بين حكومة الائتلاف اليميني و احزابها والاحزاب و القوى المعارضة .
جذر هذه الازمة له ابعاد في سياسات قوى الكيان .
منذ اكثر من عقدين من الزمن دخل الكيان الاسرائيلي مسار الازمات السياسية و العسكرية و الأيدولوجية حيث برزت مؤشرات هذه الازمات مع بداية صعود الاحزاب اليمينية و الدينية على المستوى السياسي و العسكري .
في العام ١٩٩٦ اغتالت عناصر اليمين الديني اسحاق رابين ” رئيس حزب العمل معسكر الأشكناز ” رئيس حكومة العدو لأنه عقد اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين .
و في ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠ أجبرت قوات الأحتلال الأسرائيلي بفعل المقاومة على الانسحاب من جنوب لبنان بدون شروط او عقد اتفاقية معه .
في العدوان الأسرائيلي على لبنان في تموز عام ٢٠٠٦ اصيب العدو الصهيوني بهزيمة مدوية و أجبر على وقف عدوانه و فرضت عليه معادلة توازن الرعب .
في كانون الاول عام ٢٠٠٨ شن العدو الاسرائيلي حربه على غزة حيث ضربت صواريخ المقاومة المستعمرات الصهيونية في غلاف غزة التي اجبرت العدو على وقف عدوانه .،
بعد هذه الاحداث بدأت أحزاب و قوى الاشكناز :اليهود الغربيون الذين يسيطرون على مواقع السلطة السياسية و الاقتصادية و العسكرية تفقد دورها في قيادة الكيان الاسرائيلي لمصلحة صعود دور احزاب و قوى اليمين الديني : السفارديم اليهود الشرقيون .
في سياق هذه الأحداث بدا و اضحاً عجز الأحزاب و القوى السياسية و الدينية من انتاج حالة سياسية مستقرة ، فعلى أمتداد خمس سنوات أجريت اربع انتخابات نيابية فشلت المجالس النيابية من تشكيل حكومة ائتلافية او حكومة اللون الواحد و من توليد مشهد سياسي جديد ، فتكرست التوازنات الجديدة بين معسكر الأشكناز المتراجع و معسكر السفارديم المتقدم .
في مطلع عام ٢٠٢٣ شكلت قوى اليمين المتطرف ” السفارديم ” حكومة أئتلافية برناسة نتنياهو . باشرت حكومة الأئتلاف عملها بأرتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في جنين و نابلس و حواره . كما أقرت الحكومة مشروع الأصلاح القضائي الذي شكل شرارة اشتعال الازمة فنظمت الأحزاب و القوى المعارضة ” معسكر الأشكناز ” التظاهرات الشعبية الرافضة حكومة السفارديم و مشروع الأصلاح القضائي . استمرت التظاهرات المعارضة حوالي ١٣ اسبوعاً وصل خلالها الوضع الداخلي والشعبي الى ذروة تأزمه و كاد ان يقع التصادم في الشارع بين تظاهرات المعارضة و الحكومة .
انعكست الازمة سلباً على الجيش الصهيوني و أخترق التأزم المؤسسة العسكرية التي تعتبر عماد الدولة العميقة في الكيان .