جاء اعلان الاتفاق بين المملكة العربية السعودية و جمهورية ايران الأسلامية برعاية الصين في اجواء تصاعد حدة الصراع الاميركي الصيني على مستويات عدة منها الأقتصادي و السياسي بجعل تايوان منصة ضغط في خاصرة الصين . و تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية و الدعم الاميركي العسكري و المالي لكييف . بالاضافة الى ظروف الحملة الاميركية الاسرائيلية ضد ايران و تصاعد انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني المحتل .
لقد حقق الاتفاق تغيير في موازين القوى الأقليمية و الدولية و انتقال استراتيجي لمصلحة الصين في منطقة تمثل مركز الثقل الاميركي نفوذاً . مكرساً الصين لاعباً فاعلاً في الدبلوماسية و العلاقات الدولية .
شكل الأتفاق خطوة سياسية للصين وهزة في الجغرافيا السياسية للشرق الاوسط راسماً خريطة جديدة للمنطقة و خرقاً في مسار العلاقات المتوترة بين القوتين الأقليميتين ايران و السعودية بعد عقود من الصراع برعاية اميركية و اسرائيلية في اليمن و سوريا و العراق وفلسطين و لبنان .
ساهمت الصين بدينامية لاقرار الاتفاق لكسر الهيمنة الاميركية على المنطقة ، و من اجل حماية مصالحها الاقتصادية في ايران و السعودية حيث كان حجم التبادل التجاري بين الصين وكل من السعودية و ايران قد بلغ ٨٨ مليار دولار سنويآ. تصدر السعودية الى الصين مليون و ٧٥٠ الف برميل نفط يومياً كما تصدر ايران مليون و ٢٥٠ الف برميل نفط يومياً . كما عقد اتفاق تجاري بين الصين وايران بلغت قيمته ٤٠٠ مليار دولار لمدة ٢٥ عاماً .
اربك الاتفاق واشنطن و شكل ضربة قاسية لها و للكيان الصهيوني .
لقد اعاد الاتفاق خلط الاوراق في المنطقة و العمل الجاد لايجاد حلول للملفات الساخنة كما نزع فتيل التوتر القائم بين ايران و السعودية و انظمة الخليج ، الذي شهد تراجعاً في حدة الخطاب السياسي و الاعلامي .
سجل الأتفاق تداعيات اميركية و أسرائيلية منها:
– غموض الموقف الاميركي من الاتفاق الذي هو انعكاس لحقيقة تراجع النفوذ الاميركي في منطقة كانت منذ عقود تحت سيطرته .
في هذا الاطار كتبت جريدة نيويورك تايمز الاميركية ” ان الاتفاق هو انتصار للصين و خسارة للمصالح الاميركية و تحدياً جيوسياسياً لها .”
لقد عبرت كل من واشنطن و الكيان الصهيوني عن غضبهما من توقيع الاتفاق و اعتباره تطوراً خطيراً و ضربة قاتلة لجهودهما لبناء التحالف الاقليمي ضد ايران اطلقوا عليه اسم ” ناتو عربي ” . كما اعربت و اشنطن و الكيان عن قلقهما على مصير اتفاقيات ابراهام ” صفقة العصر “
سايد فرنجية