كتب : يحيى أحمد الكعكي
عند كتابتي هذه “القراءة” كانت ١٤ ساعة تفصلنا عن افتتاح صناديق الإقتراع للانتخابات النصفية الأميركية التي احتدم سباق الأمتار الأخيرة فيها عشية إجرائها، و التي هي الآن “مالئة الدنيا وشاغلة الناس” على مدار “الكرة الارضية” ، والتي غطّت على الحرب الأوكرانية ، ومؤتمر المناخ العالمي في دورته ال٢٧ المنعقد في مدينة “شرم الشيخ” بمصر .
في هذه الانتخاب سيتم إعادة تشكيل “الكونغرس الأمريكي بمجلسيه” [لعامين مقبلين، كما انها ستحدّد ألى حد كبير مصير الانتخابات الرئاسية التي ستجري الثلاثاء ٢٠٢٤/١١/٥]، عبر إنتخاب كل أعضاء مجلس النواب(٤٣٥) لمدة عامين،حاليًا للديمقراطيين ٢٢٢ نائب، وللجمهوريين ٢١٢ نائب – ويكفي للجمهوريين الفوز ب ٦ مقاعد لاستعادة الأغلبية في هذا المجلس – في حين يتم انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ المئة(أي ٣٥ مقعدًا) – حاليًا يتساوى الحزبان (٥٠ إلى٥٠) وترجّح حاليًا نائبة الرئيس” كاميل هاريس” كفة الديمقراطيين، لأنه بحسب الدستور الأمريكي نائب الرئيس هو رئيس مجلس الشيوخ، ويكفي الجمهوريين الفوز بمقعد واحد لاستعادة الأغلبية في هذا المجلس.
كما سيتم في هذه الانتخاب انتخاب [٣٦ حاكم من حكّأم الولايات ال ٥٠]، للجمهريين حاليًا من هؤلاء ٢١ وللديموقراطيين ١٤، [وحاليًا للجمهريين ٢٨ حاكم ولاية، وللديموقراطيين ٢٢ حاكم]، كما سيتم انتخاب سكرتيري الولايات، والعديد من المناصب السياسية المحلية في الولايات والمقاطعات.
وبعد من سيفوز شعاره من الحزبين في هذه الانتخابات في دورتها الحالية؟ شعارالديموقراطيين “الحمار العنيد”.. أم شعار الجمهوريين “الفيل الهائج”؟
وفي هذا السياق أشير إلى أن الحزب “الجمهوري الحالي”كان يُدعى الحزب “الاتحادي” ، وحزب “الذهب” لانه كان يضم في بدايته الفئات الغنية تحول اسمه الى الحزب الجمهوري ١٨٥٤- أسسه “ألكسندر هاملتون”[١٨٠٤/١٧٥٧] وهو من الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وأول وزير للمالية الأمريكية في إدارة الرئيس “جورج واشنطن” [(١٧٩٩/١٧٣٢) أول رئيس للجمهورية الأمريكية ١٧٩٩/١٧٨٩ ، كما أنه أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وقائد القوات الأمريكية في الثورة الأمريكية على الاستعمار البريطاني].
أما الحزب الديموقراطي الحالي ، فكان يُدعى “الحزب الجمهوري” أسسه “توماس جيفرسون” (١٨٢٦/١٧٤٣) ، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وأول وزير للشؤون الخارجية الأمريكية” ، في إدارة الرئيس “واشنطن” ، وكان يُطلق عليه “أبو الدستور الأمريكي” ، وكان ثالث رئيس أمريكي[١٨٠٩/١٨٠١].
وحكاية “الحمار العنيد والفيل الهائج” تعود لعام ١٨٢٨ حينما اختار المرشح الديموقراطي “اندرو جاكسون” [(١٨٤٥/١٧٦٧ – في منصب الرئيس (١٨٣٧/١٨٢٩)] شعار “لنترك الشعب يحكم” حينها سخِر منه منافسه الجمهوري “جون كوينسي أدامز”[(١٨٤٨/١٧٦٧ – الرئيس السادس للولايات المتحدة ١٨٢٩/١٨٢٥)]، واصفًا شعاره بأنه مبتذل وشعبوي!
فما كان من “جاكسون” إلاّ أن اختار “حمار رمادي اللون” ألصق على ظهره شعار حملته الإنتخابية ودار به على القرى والمدن، مؤكدًا على أن شعار حملته الإنتخابية شعبوي فعلًا وليس نخبويًا من الذهب – نسبة ل”حزب الذهب”.
وفي عام ١٨٧٤ قام الرسام الأمريكي الكاريكاتيري السياسي “توماس ناست” من أصول ألمانية(١٩٠٢/١٨٤٠) برسم “حمار أسود عنيد” كرمز للحزب الديموقراطي، يتنافس مع “فيل ضخم هائج” يمثل الحزب الجمهوري يدمّر كل ما تطأه قدماه، وهو متخم بالمال.. ورسم تحته الصوت الجمهوري [مع انه كان قد ظهر لأول مرة ١٨٥٤،وفي ١٨٦٠ كدعم سياسي للمرشح الجمهوري “إبراهام لينكولن” (١٨٦٥/١٨٠٩) الرئيس ال ١٦ للولايات المتحدة الأمريكية (١٨٦٥/١٨٦٠)، والذي أعاد توحيد الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حركة الانفصال، وقضى على الحرب الأهلية، فأغتيل في ١٨٦٥/٤/١٥ في السنة الأولى من فترة رئاسته الثانية]، إلاّ أن الشعار تحوّل فعليًا كشعار سياسي للجمهوريين منذ عام ١٨٧٤.
عل كلٍ، اذا فاز شعار “الحمار العنيد”فيكون الرئيس “بايدن” هو الفائز ، ولن يصبح مع هذه الإنتخابات ” بطة عرجاء” حتى عام ٢٠٢٤ عند انتهاء مدة رئاسته؛ بحسب التفسير الأمريكي؛ أما إذا خسر الديموقراطيون هذه الانتخابات، فتُسدّ الطريق أمامه للترشح لفترة ثانية في الإنتخابات الرئاسية التي ستجري الثلاثاء في ٢٠٢٤/١١/٥ ، كما صرح بذلك مؤكدًا على أنه ينوي الترشح لولاية ثانية، مع نائب الرئيس الحالية “كامالا هاريس” كنائبة أيضًا.
أما إذ فاز شعار “الفيل الهائج” فيكون الفائز الرئيس الأمريكي السابق “ترامب” ، والذي قد يُعبّد له هذا الانتصار طريق الفوز بالانتخابات الرئاسية التي ستجري الثلاثاء ٢٠٢٤/١١/٥، والتي ستكون أول انتخابات رئاسية بعد إعادة توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لإعادة توزيع التعداد السكاني بعد عام ٢٠٢٠، إذا لم يُلاحق قانونيًا..