الحوار والتعاون لضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار أسواق الغاز كان العنوان الأبرز في كلمات المشاركين في أعمال القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز.
وتحت شعار «الغاز الطبيعي.. رسم مستقبل الطاقة» ناقش المشاركون في القمة كيفية تحقيق الاستقرار في أسواق الغاز والطاقة بشكل عام في ظل التوترات السياسية الحادة على المستويات الإقليمية والدولية التي تؤثر بشكل كبير على أسعار الطاقة، والأزمات التي تلاحق العالم، كارتفاع أسعار الطاقة واستمرار جائحة كورونا.
وفي كلمته الافتتاحية أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده ستستمر في دعم جهود حماية مصالح مصدري الغاز والحفاظ على مصالح المستهلكين، وفي التأكيد على الحقوق السيادية الكاملة والدائمة للدول الأعضاء في تطوير واستغلال مصادرها الطبيعية.
وجدد أمير دولة قطر دعوته إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء من جهة وبين المصدرين والمستوردين من جهة أخرى، لضمان أمن إمدادات الغاز الطبيعي واستقرار أسواق الغاز العالمية، مشيرا إلى اعتزام قطر زيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى 126 مليونا سنويا بحلول عام 2027.
وافادت وكالة الانباء القطرية ان امير قطر تلقى رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول العلاقات الثنائية ومنتدى الغاز.
من جانبه، طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بضرورة حشد المزيد من الفاعلين المقتنعين بأهمية الغاز الطبيعي لرفع التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال انضمام دول جديدة مصدرة ومنتجة للغاز لتعزيز أدوارها والحفاظ على مصالحها من خلال الحوار مع الدول المستهلكة التي اعتمدت الغاز كأهم محرك لتقدم اقتصاداتها.
وأكد تبون على ضرورة إيجاد حلول تكنولوجية فعالة ومبتكرة لتحسين جودة الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة، لضمان وفرتها وقدرتها التنافسية.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده باعتبارها تمتلك احتياطيات مهمة في الغاز الطبيعي بإمكانها المساعدة في التوصل إلى حلول على المديين القصير والمتوسط في مجال إمدادات الطاقة، معتبرا أن الغاز يحدد مستقبل الطاقة في العالم، وأن علينا استخدامه لتحسين المسار الاقتصادي الصعب الناجم عن تفشي فيروس كورونا.
وعلى الصعيد نفسه، أكد رئيس موزمبيق فيليب جاسينتو نيوسي أن الغاز الطبيعي لا بد أن يكون عنصرا رئيسيا في مجال بناء السلام والأمن، معربا عن أمله في إمكانية الحصول على المعلومات اللازمة ليتمكن من تطوير مشاريع الغاز في بلاده.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إن القمة تعقد في وقت يواجه فيه العالم تحديات عدة، على رأسها فيروس كورونا الذي لا يزال العالم يقاوم تبعاته على صحة المجتمعات والأنشطة الاقتصادية، فضلا عن مشكلة المناخ وآثارها على مستقبل صناعة النفط والغاز وعلى الاقتصاد بشكل عام كدول تعتمد على تلك الصناعة.
وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن هناك فرصة كبيرة في تجمّع الدول المصدرة للغاز للتعاون والتشاور في مواجهة هذه التحديات وتطويعها إلى فرصة يمكن أن تدعم الاستقرار في الدول المصدرة وفي العالم أجمع من خلال ضمان تزويد العالم بطاقة نظيفة ومستدامة.