«ضَرَبني وبَكى.. سَبَقني واشتكى» قولٌ مأثور ينطبق على حال المناطق التي تتعرّض فيها الفروع المصرفية للاعتداءات المتكررة من تكسير وتخريب لا سيما الصرّاف الآلي ATM وتعرّض موظفيها للشتائم وفي بعض الحالات للضرب. قبل أيام تحديداً، أثار إقفال فرع مصرف «فرنسبنك» في بعلبك ضجة لافتة لتزامنه مع حلول الأعياد وحاجة المواطنين المتزايدة إلى سحب رواتبهم أو جزء من ودائعهم. الدافع الرئيسي كان إصابة أحد الموظفين بجائحة «كورونا»، لكن سرعان ما اتّضحَ لاحقاً أنه لم يَعُد السبب الوحيد مع استمرار الإقفال لغاية اليوم… مصدر مصرفي متابع يكشف أن «الوضع المأزوم على الصعد كافة يدفع بإدارة المصرف إلى التريّث وترقّب التطورات لمعرفة القرار الواجب اتخاذه في هذا الموضوع». ويؤكد أن «القرار النهائي لم يُتخَذ بعد في شأن الإبقاء على إقفال فرع بعلبك أو عدمه، فالمسألة موضِع بحث جِدّي وتشاور مع فاعليات المنطقة، لمعرفة كيفية معالجة المشاكل التي يرتكبها المُعتَدون على فرع المصرف في المنطقة». ويكشف المصدر عن «اتجاه كل المصارف من دون استثناء، إلى إقفال الفروع كافة في المناطق التي تتعرّض فيها للاعتداءات المتكرّرة»، ويقول: المصارف تُقفل فروعها في الأماكن التي تسبّب لها المشاكل والبلبلة، إن كان في منطقة اللبوة – البقاع، أم في منطقة الحمرا – بيروت، فهي تتفادى تعرّض موظفيها لأي خطر أو ذلّ من قِبَل بعض العابثين بأمن المصارف وموظفيها…». ويُلفت في السياق، إلى أن «المناطق التي يتواجد فيها عدد من الفروع المصرفية، تستوجب من فاعلياتها على كل المستويات، السعي إلى الحفاظ عليها، لأنه في حال استمرّ هذا الجوّ العدائي اتجاه المصارف، فلن تُبقي الأخيرة على فروعها مفتوحة في تلك المناطق». وعن اتهام المصارف بإقفال الفروع في المناطق ذات أكثرية طائفية معيّنة، يوضح المصدر أن «أحداً لم يتعرّض لفروع المصارف في الأشرفية وجونية كي نقفلها، فيما التعدّي الفادح على أشدّه على فروع المصارف في المناطق ذات أكثرية طائفية معيّنة للأسف، لذلك على فاعلياتها التحرّك لضبط الوضع». ويؤكد أن «إقفال فرع مصرفي ليس بالقرار السَهل لكون الفرع كلّف الإدارة أموالاً باهظة لإنشائه وتدريب موظفيه… إنما عندما تجد الإدارة نفسها أمام خيار واحد لا ثانٍ له، فستتجرّع الكأس المرّ».
