أعلن رئيس جنوب أفريقيا الرئيس سيريل رامابوزا الأحد، وفاة ديسموند توتو (٩٠ عاما) أحد أبرز رموز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في البلاد، وكبير أساقفة جنوب أفريقيا. ويذكر أن الوضع الصحي لديسموند توتو قد تراجع في الأشهر الأخيرة، ولم تعد له إطلالات علنية.
وحتى الساعات الأخيرة من حياته، بقي الأسقف الذي منح جائزة نوبل السلام على صراحته في إدانة الظلم وانتقاد كل السلطات.
وتولى ديسموند توتو الذي ابتكر لقب «بلد قوس قزح» لجنوب إفريقيا، بعد إرساء أسس الديموقراطية في 1994 وانتخاب صديقه نلسون مانديلا على رأس البلد، رئاسة لجنة الحقيقة والمصالحة، على أمل طي صفحة الحقد بين الأعراق.
وسرعان ما علقت مؤسسة مانديلا على نبأ الوفاة. وقالت إنه خسارة «لا تُعوض»، مشيرة إلى أنه «كان شخصية استثنائية وحياته كانت بالنسبة إلى كثيرين في جنوب إفريقيا والعالم بركة. كان شخصا مذهلا، مفكّرا، قائدا، راعيا صالحا».
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يشعر «بحزن عميق» لوفاة توتو، مشيدًا بـ»قيادته الفكرية» و»روح الدعابة التي لا تُقهر» لديه. وكتب في تغريدة على تويتر «شعرت بحزن عميق عندما علمت» بوفاة توتو.
وأشاد الرئيس الاميركي الاسبق باراك اوباما بالاسقف الراحل واصفا اياه بأنه كان «معلما وصديقا».
اما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «انه وضع حدا للفصل العنصري وسيبقى في ذاكرتنا». ونعاه ايضا البابا فرنسيس.
وولد ديسموند توتو في السابع من تشرين الأول 1931 لعائلة متواضعة في كليركسدورب وهي بلدة صغيرة غنية بالمناجم في جنوب غرب جوهانسبرغ. وقد أصيب خلال طفولته بشلل الأطفال.
وكان يحلم بأن يصبح طبيبا لكنه تخلى عن هذا الطموح لنقص الإمكانيات. وقد أصبح مدرسا قبل أن يستقيل احتجاجًا على التعليم المتدني المخصص للسود ودخوله إلى الكنيسة.
في سن الثلاثين رُسم كاهنًا ودرس ودرّس في بريطانيا وليسوتو ثم استقر في جوهانسبرغ في 1975. في تلك الفترة وفي أسوأ أوقات الفصل العنصري نظم مسيرات سلمية ودعا إلى فرض عقوبات دولية على نظام البيض في بريتوريا. ولم يحمه من السجن سوى صفته كرجل دين.
وديسموند توتو الذي عين رئيسا لأساقفة كيب تاون وللطائفة الأنغليكانية في بلده، كان متزوجًا منذ 1955 من ليا وأنجب منها أربعة أطفال.
وفي 1984، منح جائزة نوبل للسلام. ومع إحلال الديموقراطية بعد عشر سنوات ترأس «لجنة الحقيقة والمصالحة» على أمل طي صفحة الكراهية العنصرية. لكن آماله تبددت بسرعة إذ حصلت الأغلبية السوداء على حق التصويت لكنها بقيت فقيرة إلى حد كبير.