أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها لا تملك معطيات كافية للبت في أن متحور “أوميكرون” أكثر خطورة من متحور “دلتا”. وقالت المنظمة في بيان اليوم الأحد إنه “ليس واضحا إن كان أوميكرون أكثر قدرة على الانتقال من شخص إلى آخر، مقارنة مع متحورات أخرى بما فيها دلتا”. وبحسب البيان فقد شهدت بعض المناطق في جنوب إفريقيا حيث ظهر المتحور الجديد تناميا لحالات الإصابة بفيروس كورونا، لكن المنظمة أشارت إلى أن أبحاثا وبائية جارية لمعرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة مرتبطة بـ”أوميكرون” أم تكمن وراءها عوامل أخرى.
وأشارت أيضا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان “أوميكرون” يزيد من خطورة الحالة الصحية للمرضى مقارنة مع متحورات أخرى، بما فيها “دلتا”. ولم تستبعد أن يكون سبب تنامي عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات جنوب إفريقيا هو تنامي العدد الإجمالي للمصابين وليس إصابتهم بمتحور “أوميكرون” بالذات.
كما ذكرت المنظمة أنها لا تملك معلومات تثبت أن الأعراض المرتبطة بسلالة “أوميكرون” تختلف عن الأعراض المصاحبة لإصابة الإنسان بسلالات أخرى من فيروس كورونا، مشيرة إلى أن تحديد مدى خطورة المتحور الجديد قد يتطلب وقتا يتراوح بين عدة أيام وعدة أسابيع.
هذا وأكدت أن ممثليها يعملون مع فريق من الخبراء الفنيين على تحديد مدى تأثير المتحور الجديد على فعالية اللقاحات الموجودة والإجراءات الصحية المطبقة، مضيفة أن اللقاحات المستخدمة حاليا تبقى “عاملا حيويا لتراجع حالات المرض الخطيرة والوفيات، بما في ذلك تلك المرتبطة بمتحور دلتا السائد”.
كشفت الطبيبة، أنغيليك كوتزي عن أعراض غير منطقية ظهرت على المرضى في عيادتها الخاصة المزدحمة في العاصمة بريتوريا في جنوب أفريقيا، في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقالت كوتزي (33 عاما)،لصحيفة “التليغراف”: إنه “كان بين المرضى شبان من خلفيات وأعراق مختلفة يعانون من إرهاق ، وطفلة في السادسة من عمرها تعاني من ارتفاع شديد في معدل النبض”، مشيرة إلى أن أيا منهم لم يعاني من فقدان حاسة التذوق أو الشم.
وعندما ثبتت إصابة 4 من أفراد أسرة واحدة بفيروس كورونا المستجد، وظهر عليهم الإرهاق التام، في 18 نوفمبر، أبلغت اللجنة الاستشارية للقاحات في البلاد، وفقا للطبيبة كوتزي، التي ترأس الجمعية الطبية لجنوب إفريقيا بجانب عيادتها.
وقالت إن “ما يقرب من 20 من مرضاها ظهرت عليهم أعراض المتحور الجديد. كانوا في الغالب من الرجال الأصحاء الذين ظهروا وهم يشعرون بالتعب الشديد”، مشيرة إلى أن نصفهم تقريبا لم يحصل على اللقاح المضاد للفيروس.
وأضافت: “كانت لدينا حالة واحدة مثيرة للاهتمام للغاية، طفلة تبلغ من العمر ست سنوات تقريبا، مع درجة حرارة ومعدل نبض مرتفع للغاية، لكن عندما تابعت حالتها بعد يومين، كانت أفضل بكثير”.
ويقول علماء من جنوب أفريقيا إن “أوميكرون” وراء التصاعد الحاد الحالات في مقاطعة جوتنج بالبلاد، والتي تضم العاصمة التجارية جوهانسبرج وبريتوريا، حيث قفزت الحالات بشكل صاروخي من حوالي 550 يوميًا الأسبوع الماضي إلى ما يقرب من أربعة آلاف حالة يوميا حاليا.
وأعربت كوتزي عن خشيتها من إصابة كبار السن غير المحصنين بالمتحور الجديد “قد نرى العديد من المصابين بشكل حاد بالمرض”.
وتم تطعيم حوالي 24 بالمائة فقط من مواطني جنوب أفريقيا بشكل كامل، وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز، مقارنة بما يقرب من 60 بالمئة من الأميركيين على سبيل المثال.
ويحوي المتحور الجديد من فيروس كورونا، عددا كبيرا من الطفرات تجعله أكثر قدرة على العدوى وتُمكنه من مراوغة الاستجابات المناعية.
وتشير البيانات الأولية إلى أنه ينتشر بسرعة أكبر من البديل السائد الآن المعروف باسم دلتا.
ففي غضون أسبوعين، تبدلت الحالة الوبائية في جنوب أفريقيا من فترة انتقال منخفضة الأعداد، إلى زيادة سريعة لحالات الإصابة المؤكدة الجديدة.
سرعة أوميكرون في إصابة الشباب بالذات أثارت قلق المختصين، وما بدا وكأنه عدوى عنقودية بين بعض طلاب الجامعات في بريتوريا وصل إلى مئات الحالات الجديدة ثم الآلاف، أولا في العاصمة ثم امتد إلى جوهانسبرغ القريبة. الاختبارات التشخيصية أشارت إلى أن أوميكرون قد يكون مسؤولا عن تسعين بالمائة من الحالات الجديدة، وفقا لمسؤولي الصحة في جنوب أفريقيا.
وكإجراء احترازي، قيدت بلدان عدة، بما في ذلك الولايات المتحدة، الرحلات الجوية من بعض الدول الأفريقية بينما يعمل علماء الأوبئة على تحديد مدى انتشار المتحور الجديد.