يرى مسؤول سابق بإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الموجة الحالية من فيروس كورونا، التي يقودها متحور دلتا سريع الانتشار، قد تكون آخر موجة كبيرة من العدوى بالفيروس الذي بدل حال العالم منذ نحو عامين، مشددا في الوقت ذاته على أن الموجة السائدة حاليا لا تزال بعيدة عن الانتهاء.
وقال سكوت غوتليب، المفوض السابق في إدارة الغذاء والدواء: “أعتقد أن موجة دلتا هذه قد تكون آخر موجة كبيرة للعدوى، بافتراض عدم حدوث شيء غير متوقع، (مثل ظهور) متحور يخترق المناعة التي توفرها العدوى السابقة (و) التلقيحات”.
وتابع، بحسب ما نشرت شبكة “سي أن أن”، امس الخميس، “بافتراض عدم حدوث ذلك، وأعتقد أن حدوثه غير محتمل، ستكون هذه آخر موجة كبيرة من العدوى..”.
وتساعد حملات التلقيح والمناعة المكتسبة ضد من العدوى على دعم هذا الاحتمال “المتفائل”، ومع ذلك يشدد غوتليب على ضرورة زيادة معدلات التطعيم “إذا أردنا الوصول إلى دعامة بمواجهة هذا النوع من انتشار الفيروس الذي شهدناه الصيف الماضي”.
وبينما تظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن 76.7% من البالغين تلقوا جرعة لقاح واحدة على الأقل ضد كورونا، يقول غوتليب: “نحتاج حقًا إلى بلوغ نسبة 80% إلى 85% للحصول على التطعيم الكافي بين السكان، بحيث تبدأ معدلات الحالات في التراجع، وتتباطأ سرعة الانتشار الحالية”.
ورغم أن الحالات اليومية تتراجع ببطء منذ أكثر من أسبوع في الولايات المتحدة، إلا إن الموجة التي يقودها “دلتا” لم تنته، وربما يرتفع عدد الحالات، خاصة مع دنو الشتاء البارد، خاصة في مناطق مثل شمال شرقي أميركا، التي لم تتأثر بشدة مثل أماكن أخرى.
الحياة مع كورونا
ورسم المسؤول السابق صورة لما يمكن أن يبدو عليه التعايش مع كوفيد-19 بعد أن تتضاءل الموجة الحالية، إذا لم يظهر متغير آخر يغير الحسابات، ويقول: “سيصبح “كورونا” خطرًا مستوطنًا ومستمرا، وسيتواصل انتشار الفيروس، ولكن ليس بنفس المعدلات التي نراها الآن، سيستقر في نمط موسمي، بشكل أساسي مثل إنفلونزا أخرى، (لكن) ربما يكون مسببا لأمراض أكثر من الإنفلونزا”.
والتحدي المقبل، وفق غوتليب، أن الإنفلونزا موجودة بالفعل، وإذا انتشر كوفيد-19 بنفس الطريقة، فإن أعداد الوفيات والأمراض التراكمية الناجمة عن الاثنين ستكون أكثر مما يتحملها المجتمع.
ولذلك سيتعين ترتيب الحياة بشكل مختلف، على حد قوله، خاصة في فصل الشتاء، بحيث يتضمن ذلك تحسين جودة الهواء الداخلي، والعمل بمكاتب أقل كثافة، وارتداء الأقنعة، على الأقل، في الأماكن العامة.
ويقول غوتليب: “أعتقد أن الأقنعة ستصبح مقبولة ثقافيًا بدرجة أكبر وتستخدم في أجزاء عدة من البلاد”.
والأربعاء، أكدت منظمة الصحة العالمية أن متحور دلتا بات طاغيا على المتحورات الرئيسية الأخرى من فيروس كورونا، التي باتت تمثل الآن نسبة محدودة جدا.
وقالت المسؤولة في المنظمة، ماريا فان كيركوف، إن “أقل من 1% من المتحورات المنتشرة حالياً هي من متحورات ألفا وبيتا وغاما. متحورة دلتا هي الطاغية فعلياً حول العالم”.
وأضافت إن دلتا “أصبحت أقوى، وأشد عدوى وأكثر منافسة للفيروسات الأخرى المنتشرة والحلول مكانها”، مشيرة إلى رصد “دلتا” في أكثر من 185 دولة.
هل سيصاب الجميع بفيروس كورونا
وقع عدد من خبراء الصحة زيادة حالات الإصابة بـكورونا حول العالم قريباً، قائلين إن “جميع الأشخاص سيصابون بالفيروس على الأرجح”، لكنهم أشاروا إلى أن معظمهم سيعانون من أعراض خفيفة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، فقد قال الخبراء إنه “نظراً للبيانات التي تشير إلى تراجع فعالية لقاحات كورونا بمرور الوقت، ونظراً لقدرة متغير دلتا على الانتقال بسرعة عالية، فإنه من المتوقع أن تزيد حالات الإصابة بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة”. وأضافوا: “لكن معظم الحالات ستكون خفيفة، حتى إن بعضها سيكون من دون أعراض”.
وكانت دراسة جديدة نشرت مطلع الشهر الحالي بمجلة “نيو إنغلاند” New England الطبية، وأجريت على عاملين صحيين أميركيين حصلوا على جرعتي لقاح كورونا، قد وجدت أن فعالية لقاحات كورونا تتراجع بمرور الوقت نتيجة ظهور متغير “دلتا”، جنباً إلى جنب مع التخلي عن إلزامية “الكمامات” للحاصلين على الجرعتين، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
لكن رغم ذلك، أكدت الدراسة على أن اللقاحات لا تزال توفر حماية كبيرة من نتائج العدوى الشديدة، مثل دخول المستشفى والوفاة.
وقال الدكتور أميش أدالغا اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة جون هوبكينز: “من المحتمل أن يصاب الجميع بكورونا في الأشهر المقبلة”.