بالتوازي مع إحياء ذكرى 4 آب المشؤومة، خرج مؤتمر دعم لبنان من باريس بإقرار 370 مليون دولار مساعدات للبنان، فيما هو يحتاج إلى المليارات للنهوض من هذا الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يتخبّط به… لكن هل يصحّ القول هنا «البحصة تسند خابية» إلى حين فَك أسِر الحكومة للانطلاق في مسار الإصلاح… فالإنقاذ!؟ «كل قرش يدخل إلى لبنان مُرحَّب به، لكن مؤتمر الدعم للأسف كان لـ»الشحادة»، بحسب مصدر مصرفي، «ويدفع إلى التساؤل هل سنفعل أي شيء لإنقاذ أنفسنا؟!»، معتبراً «في حال كان كذلك، فعلينا أولاً وقبل أي شيء آخر تشكيل حكومة ووضع برنامج للسنوات المقبلة حول كيفية سداد ديون لبنان»، وأضاف: الموضوع أصبح واضحاً، البلاد بحاجة إلى حكومة تضع خططاً إنقاذية وعلى رأسها وقف التهريب سريعاً، إذ منذ أن أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب تعثُر الدولة عن سداد ديونها وإفلاسها، صرف لبنان حوالي 22 مليار دولار لتغطية الدعم وكل تلك المليارات من أموال المودِعين… «والحَبل على الجِرّار». ولفت إلى أن «الجزء الأكبر من الدعم، والمقدَّر بنحو 10 مليارات دولار، ذهب للتهريب كون المعنيين غير مُحَمَّسين لضبط الحدود»، وقال: إذا اضطررنا إلى المضي في الدعم فأقله وَجُبَ السهر على أن يستفيد منه المواطن اللبناني دون سواه»، سائلاً «هل سيأتي رئيس حكومة يعمل على ضبط الحدود ويضعه ضمن سلَّم أولوياته؟». وعن تقرير البنك الدولي الذي قدّر ما بين 12 و19 سنة لتعافي اقتصاد لبنان، علّق المصدر لـ»المركزية» بالقول: «هذا في حال أسرعنا في الإنقاذ! وإلا تطلّب التعافي أكثر من ذلك»، مستغرباً «توقّع البعض عودة لبنان سريعاً إلى سابق عهده، والعيش برفاهية كما قبلاً».
