يومياً تشتد الحبال على عنق القطاعات كافّةً، لاسيّما الحيوي منها نتيجة الشح الحادّ والخطير في مادّة المازوت. فالحاجة إلى المادة هذه ارتفعت من 200 ألف طن إلى 400 ألف طن شهرياً، بسبب التقنين القاسي والمتزايد في التيار الكهربائي والضغط في المقابل على المولّدات الخاصة التي لم تعد بدورها قادرة على تأمين المادة، فوجدت نفسها أمام خيارين اعتماد جداول تقنين أو إطفاء محرّكاتها، ووصل الحدّ ببعضها إلى الاستعانة بمازوت المنازل الخاصة، حيث أن المواطنين يقدّمون ما يمتلكون من المادّة لإبقاء المولّد شغّالا. من جهتها، كانت المستشفيات الخاصة ومن ضمنها الجامعية أعلنت أن «عددا منها مهدد بتوقف مولداته خلال ساعات بسبب عدم توافر مادة المازوت». كذلك، لقمة عيش الفقير في خطر، فقد نبّهت نقابة المطاحن من الإقفالات القسرية خلال ايام معدودة بعد وقف العديد منها نشاطه بسبب فقدان المازوت في السوق حتّى السوق السوداء، قد اقفل بعضها أمس بالفعل. أما الأفران، فبحاجة إلى حوالى خمسة ملايين ليتر شهرياً من المازوت لمواصلة عملها بشكل طبيعي، لكن في ظلّ الشحّ «توقف عدد كبير منها عن العمل امس، في حين أن أخرى على مشارف التوقف وغدا عند نفاد مخزونها». توازياً، طفت أزمة غاز على سطح الازمات، في حين حذّر نقيب العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته فريد زينون من أن المخزون يكفي لأسبوع فقط ما لم يبادر مصرف لبنان إلى فتح اعتمادات للاستيراد. لكن أمين سرّ نقابة موزعي الغاز جان حاتم أكد أن «لا أزمة غاز ولا ضرورة للهلع وتهافت المواطنين على شراء القوارير الذي يؤدي الى فقدانها من الأسواق.» وشدد على أن «باخرة غاز ستصل الى لبنان في التاسع عشر من الجاري وهناك بوادر لموافقة مسبقة لإدخالها والحمولة الموجودة على متنها هي في حدود 9000 طن وتكفي لعشرين يوماً.» لافتاً الى «وجود إحتياطي يكفي لعشرة أيام أيضاً».
