تعيش الهند موجة حادة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهو أمر قد يشكل تهديدا لتوريد لقاحات كورونا التي تصنعها الهند وتورّدها لأكثر من 90 دولة، كما أن السلالة الهندية من الفيروس قد تنتقل، فقد سجلت حتى الآن في 17 دولة، ما يعني أن ما تعيشه الهند قد تكون له آثار واسعة على العالم بأسره، وأمواج «تسونامي» كورونا في الهند قد تضرب جميع الشواطئ.
وتتصاعد الأزمة الوبائية في الهند، فقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل 3645 وفاة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة، مع تسجيل ما يقرب من 6 ملايين إصابة في نيسان وحده، أي ثلث مجموع المسجل منذ بداية الوباء، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
والهند هي الموطن الأكثر قدرة على تصنيع لقاحات في العالم، ففيها معهد «سيرم أوف إنديا» (Serum Institute of India) الذي هو في قلب خطط مشروع «كوفاكس» (Covax) العالمي لمشاركة لقاح فيروس كورونا، وينظر إليه على أنه المفتاح لضمان حصول مليارات الأشخاص خارج الغرب على الحماية، وفقا لتقرير في سكاي نيوز (Sky News).
وقد تم إرسال أكثر من 66 مليون جرعة من اللقاحات الخمسة إلى 93 دولة مختلفة ووكالات تابعة للأمم المتحدة، وأكبر متلق منفرد هي بنغلاديش المجاورة للهند، بـ10.7 ملايين جرعة.
المملكة المتحدة أيضا تحصل على لقاحات من الهند، وتسلمت 5 ملايين جرعة من الطلب الأصلي البالغ 10 ملايين جرعة من لقاح أسترازينيكا، ولكن عندما حظرت الهند تصدير الملايين الخمسة الثانية، كانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا قلقة للغاية، لدرجة أنها طلبت إيقاف إعطاء الجرعة الأولى لمن هم تحت سن الخمسين بشكل مؤقت.
ومع تصاعد الإصابات والوفيات، فإن هناك مخاوف من أن البلاد قد لا تتمكن من مواصلة تصدير اللقاحات بشكل كاف، عبر إعادة توجيه هذه اللقاحات داخليا.
وكانت الهند قد التزمت بتسليم 200 مليون جرعة من لقاح كورونا خلال برنامج كوفاكس بحلول حزيران، ولكن هذا الآن موضع شك كبير، حيث تم الوفاء بـ40% فقط من جدول الطلبات حتى الآن.
وعندما بدأت الهند الحد من تصدير اللقاحات، قال رئيس المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها،، إن مثل هذه التحركات قد تكون «كارثية» بالنسبة للدول الأفريقية.