الأزمة تتفاقم يومياً، ومعها الذلّ المعرّض له المواطن، ومنها أزمة شحّ الأدوية حيث التقنين في تسليم البضائع بسبب استنزاف كلّ دولارات المواطنين للاستيراد.
وفي ظلّ البلبلة والخوف من انقطاع الأدوية، أكّد نقيب المستوردين كريم جبارة أن «المخزون يكفي لشهر وشهرين».
وقال نقيب الصيادلة غسّان الأمين أن «سبب النقص تأخير موافقات مصرف لبنان على طلبات دعم الاستيراد لحوالي أربعة اشهر تقريباً، ما ينعكس شحّاً في كميات الأدوية المتوافرة في مخزون المستوردين محلّياً في طبيعة الحال، بالتالي تسلّم الصيدليات البضائع «بالقطارة»، وكميات الأدوية لا تكفي لسداد حاجات المرضى».
ولفت إلى أنه «من المفترض الوصول إلى حلّ حول آلية ترشيد الدعم وتوضيحها لتأمين كامل لائحة الأدوية التي تحفظ الأمن الدوائي. وللأسف بعد تشكيل لجنة وزارية وموافقة وزارة الصحة ولجنة الصحة النيابية ومختلف النقابات المعنية على الخطّة لم تقرّ بعد».
وأكّد جبارة أن «القطاع يُستنزف والصيدليات تقفل الواحدة تلو الأخرى حتّى وصل عددها إلى 600، لذلك المعاناة كبيرة. فالقطاع لا يحقق أرباحاً لأن التسعيرة تصدر رسمياً عن الدولة مع هامش جعالة لتأمين العيش الكريم للصيدلي، هذه الجعالة تحتسب على سعر صرف 1500 ل.ل. ولم تعد تكفي مصاريف الصيدلية قبل المصاريف الشخصية من أكل وطبابة ومدارس… ما دفع العديد من الصيادلة إلى الاستدانة أو اضطرهم الى استخدام مخزونهم من الأدوية الذي ينفد بعد شهر أو إثنين كحدّ أقصى. لذا، إذا لم تقرّ خطة الترشيد التي تحلّ جزءاً من المشكلة، المطلوب على الأقلّ رفع الجعالة ليتمكن القطاع من الاستمرار وإلاّ متّجهون إلى كارثة».