بعد مرور عام على التحرك الذي بدأ بعفوية لكل شرائح المجتمع اللبناني، رفضاً لكل أشكال التهميش الذي دأبت منظومة السلطة على ممارسته منذ ٣٠ عاماً، وفي ظلّ غياب السياسات الإقتصادية المدروسة، والتحوّل من الإقتصاد الريعي الى الإقتصاد المنتج، وامام كل تلك الإخفاقات والتراكمات، كان يوم ١٧ تشرين الأول الذي أنتج انتفاضة شعبية مثلت صرخة مدويّة إنحنى أمامها الرأي العام العالمي وشكّلت مفصلاً أساسيًا في تاريخ لبنان الحديث.
لكن هذه الثورة الغير منظّمة والمجرّدة عن كل التيارات السياسية والتي أعلنت شعار “كلن يعني كلن “، دخل عليها المندسّون والأحزاب وخرّبوا هذا المسار الوطني الجامع فتقطّعت أوصالها وأضحت مجموعات تغرّد خارج سربها … لذا حبذا لو نترفع عن الأنانيات ونتحمل المسؤوليات ونعمل بإيمان لمتابعة الثورة وتثبيت خطواتها وما أنشدته من عناوين يطوق لها كل لبناني شريف.
الاستفادة من العِبَرّ هي الحافز لتلك الانطلاقة المأموله، وتنظيم صفوفها على مبدأ دراسة مشاريع التنمية، وتحديث القوانين، وترشيد الإنفاق، ومحاربة الفساد، والمشاركة في الحياة السياسية .. .ينبغي أيضا الالتفات الى لبنانيي الخارج، والعمل على مدّ جسور التواصل مع رجال الأعمال والمستثمرين اللبنانيين في عالم الإنتشار ، وتوفير الثقة لضخ رؤوس الأموال للإستثمار في الوطن الأم .
أجيالنا لها حقّ علينا بإنجاز الإصلاحات، والعمل على إعادة الثقة بالبلد والعيش على أرضه بعزّة وكرامة، وبناء مستقبل يليق بنا، وبذل الغالي والنفيس لصنع غدٍ أفضل للبنان الذي نريد .
أنطوان منسى .
رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين .