قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح نصف جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020 للعالم البريطاني روجر بنروز «لاكتشافه أن تكوين الثقب الأسود هو تنبؤ قوي للنظرية النسبية العامة»، في حين منحت نصفها الآخر إلى الألماني رينهارد جينتزل مشاركة مع الأميركية أندريا جيز عن اكتشافهما جرما ضخما شديد الكثافة في مركز مجرتنا.
وبمشاركة العالمة الأميركية أندريا جيز الباحثة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس لنصف جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020، تصبح رابع سيدة تحصل على الجائزة.
وقالت جيز في مكالمة هاتفية مع الصحافيين الحاضرين بمؤتمر الإعلان عن الجائزة «أشعر بالبهجة والسعادة الشديدة لكوني رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء، وبأنني أحمل على عاتقي مسؤولية كبيرة لذلك، وأتمنى أن أستطيع إلهام الفتيات اليافعات للانخراط في هذا المجال، فهو مليء بالمتعة، ولو كنتِ شغوفة بالعلم، فثمة الكثير مما يُمكن تحقيقه».
كانت الثقوب السوداء مجرد خيال وفضول لدى علماء الرياضيات لفترة طويلة، ففي بحث نشر في تشرين الثاني 1784، اقترح الفلكي ورجل الدين الإنجليزي جون ميشيل -للمرة الأولي في التاريخ- تصوره لوجود جسم ضخم جدا لدرجة أنه لا يسمح للضوء بأن يفلت منه.
في العاشر من نيسان 2019، تم نشر أول صورة على الإطلاق لثقب أسود وما في جواره، وذلك في أعقاب القراءات التي حصل عليها مقراب أفق الحدث عام 2017 والمتعلقة بالثقب الأسود الهائل في مركز المجرة مسييه 87.
ويتشارك هؤلاء الفائزون الثلاثة جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام لاكتشافاتهم حول إحدى أكثر الظواهر غرابة في الكون، وهي الثقوب السوداء.
روجر بنروز هو فيزيائي رياضي بريطاني، ويعمل أستاذا بجامعة أكسفورد؛ وهو حائز على مقعد روز بول للرياضيات في جامعة أكسفورد؛ وأظهر بنروز أن النظرية العامة للنسبية تؤدي إلى تكوين الثقوب السوداء.
وفي يناير/كانون الثاني 1965، بعد 10 سنوات من وفاة ألبرت أينشتاين، أثبت روجر بنروز أن الثقوب السوداء يمكن تكوينها ووصفها بالتفصيل، وتخفي الثقوب السوداء في قلبها حالة تفرد تتوقف فيها كل قوانين الطبيعة المعروفة. ولا تزال مقالته الرائدة أهم مساهمة في النظرية النسبية العامة منذ أينشتاين.
أما راينهارد جينزل وأندريا جيز فقد اكتشفا أن جسما ثقيلا شديد الكثافة وغير مرئي يتحكم في مدارات النجوم في مركز مجرتنا.