فيروس كورونا، لم يستثن أيّاً من الدول، مهما بلغت درجات تطورها العلمي، فقد انقض على العالم، وشلّ حركته في غياب لقاح او علاج. والآمال معقودة على الباحثين والمختبرات التي دخلت في سباق محموم… لكن السؤال.. هل ومتى ستنجح في ذلك؟ لاسيما بعد اعلان روسيا اكتشاف لقاح جرّبه بوتين على ابنته.
يقال – على ذمة المتابعين – ان دونالد ترامب، يخبّىء مفاجأة من العيار الثقيل، هي لقاح لكوفيد 19، أجّل الاعلان عنه الى ما قبل انتهاء ولايته، ليضرب ضربة معلم فيكسب فوزا رئاسياً يعيده الى البيت الأبيض لولاية ثانية.
كل هذا لا يلغي ان مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم، تسعى للتوصل الى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة. ويجمع علماء الفيروسات ان مكافحة كورونا، لا يمكنها ان تتكلل بالنجاح، إذا لم تصنف منظمة الصحة العالمية وباء كورونا بالجائحة العالمية.
ولنبدأ باللقاح الروسي المزعوم فبعد اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا توصلت الى »أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، مؤكداً انه يوفر مناعة مستدامة، وأن إحدى بناته تلقّته علقت منظمة الصحة العالمية بحذر على الاعلان، مذكرة بأن المرحلة التي تسبق الترخيص والترخيص للقاح يخضعان لآليات صارمة. وقد قال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش: »ان مرحلة ما قبل الترخيص تتضمن مراجعة وتقييما لكل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية«.
هذا في روسيا، أما في الولايات المتحدة، فإن هناك من يقول بأن ترامب »ساكت عن وجود لقاح« ليفجّر قنبلة قبيل الانتخابات.
ويجمع علماء الفيروسات ومسؤولون أميركيون في القطاع الصحي، على ان عملية بدء أول تجربة بشرية للقاح محتمل لفيروس كورونا، أجريت في مدينة سياتل… وكان ترامب قد حث شركات الأدوية الأميركية على تسريع عملية تطوير الدواء او ايجاد لقاح، خصوصا وان ترامب أشار الى ان هناك علاجا مضادا للفيروسات في الولايات المتحدة الأميركية، أظهر نتائج مبكرة وواعدة، وهو حاليا قيد التجربة قبل حصوله على موافقة الهيئات الناظمة. كذلك أعلنت الصين عن خطوات مماثلة. فقد أورد تقرير في صحيفة الشعب اليومية، التابعة للحزب الشيوعي ان بكين، أجازت إجراء التجارب السريرية، على أول لقاح تطوّره لمحاربة فيروس كورونا.
في السياق قطعت شركة المانية، شوطا مهما في هذا الاتجاه، وكانت قد شدّت اليها الأنظار بقوة، بعدما باتت المسألة – حسب ادعائها – موضوع نزاع بين الحكومتين الأميركية والألمانية.
ولنأخذ المسألة بموضوعية، فالواضح انه ظهرت في الصين، نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى فيروس كورونا، وفقا للأطباء، والشركة التي تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية والمعروفة بـ»المرحلة 3«. ومن المؤكد ان باحثين صينيين كشفوا خلال الأسابيع الماضية عن التركيبة الجينية للفيروس.
ويشكل هذا الكشف أساساً للقاح محتمل، لأنه قد يثير استجابة مناعية جسم جر الانسان دون التسبب في ضرر. وأخيرا فقد برز في الفترة الأخيرة تعاون فرنسي أميركي حيث تتعاون من خلاله، شركة الأدوية الفرنسية سانوفي مع حكومة الولايات المتحدة لاستخدام ما يسمى بـ»منصة الحمض النووي المؤتلف« المؤهل لانتاج لقاح محتمل.
إنه سباق محموم… لكن السؤال من ينجح بالفعل في جعل اللقاح متاحا في السوق قبل غيره؟ كي يكون اللقاح جاهزا قبل موجة اجتياح جديدة محتملة للفيروس؟