الإخوة والأخوات أبناء وبنات بحرصاف-ساقية المِسك، البلديّة والأديار والرعايا
الإخوة والأخوات أبناء وبنات بكفيّا-المحيدثة، البلديّة والأديار والرعايا، والجوار داير مندار
قبل مغادرتي ربوعكم، في إقامةٍ هنيئةٍ طوال 70 سنة (1951 – 2020) أحيّكم، داعيًا للجميع بالسلامة وبأيّامٍ حلوة في وطنٍ يحلو العيش فيه. المقيمين والمنتشرين، سلام الله وبركاته
أنا أذكر معكم، باعتزاز، ما عشناه معًا وما أنجزناه معًا وقمنا به معًا حيث فرحنا مع الفرحين وبكينا مع الباكين، على طول هذه
الجغرافيا وعرضِها. إنطلاقًا مِن دير مار يوسف بحرصاف بيت الله والناس ومِن لقاء بكفيّا الكبرى الثقافي
وانطلاقا من ديركم الكريم، نتذكّر فتحضر أمامنا الوجوه الكريمة الحاضرة والغائبة في الحضور، نتذكّر الأعمال الروحيّة
والندوات الثقافيّة والجلسات العلميّة. ونذكر الأعلام، أهل القلَم والريشة والإزميل والنَغَم والحِرَ ف من لبنان والمشرق. ومن علماء التاريخ والآثار والتراث. ومن لّقاءاتٍ شهريّة شعارها: تُعرّف تُحِبّ وعناصرها Book and Cook وبخاصةٍ : كبارنا في يومٍ طويل سنويّ ( 2003 – 2014 ) مع مئات الشيوخ الذين كانوا، مع العمر، يكبرون ولا يشيخون. فكان القدّاس احتفاليًّا والمائدة، مائدة عُرسٍ والشهادات قانون إيمان. وكانت، في الختام، الصورة التذكاريّة الفوريّة والصور المشهديّة الناطِقة، وكلّها بعدسة يوسف نصّار ومساعديه. وكانت هدايا العيد إكليل أفراح.
هذا، دون أن نسنى الرحلات الداخليّة في لبنان والزيارات الواسعة في سور يّا وفي تركيّا وفي جورجيا وفي أرمينيا وفي الحبشة وفي أنطاكية وبغداد وباريس ولورد.. وكان خبر هذه الأعمال معلقًا على يافطات فنيّة مزروعة على مداخل بكفيّا على المَيْلين وكانت المساندة بالمال والعِتاد. فكانت سرايا الفنّ تقدمة ال داغر الكرام: السيّد سمير داغر )أبو الياس( وإخوته الكرام. وكانت مكاتب اللّقاء على مدخل ساقية المِسك تقدمة الأسُتاذ شربل أبو شِبل. وكان الجميع يشاركون. وكان ترميم المباني وتجهيزها على أيدي يوسف نصّار وفريق العمل وبدعمٍ من أعضاء اللّقاء والأصدقاء وفي مقدمتهم الفنّان شارل بشير. وكان، دومًا، أنّ يساره كانت تجهل ما يصنع يمينه. ومع المعيّة هذه، صداقات ومعارف، يومُ بداياتها تاريخ ويوم نهايتها مجهولٌ
أنا اليوم في دير مار أنطونيوس بعبدا-الحدت، حيث الدير التاريخيّ ومجلّة كوكب البريّة والمطبعة ومدرسة مار يوسف على اسم مؤسسها ومديرها وراعيها الأب يوسف الشدياق. ومعه أجدادنا الرهبان الأنطونيّون المدبِّر عمانوئيل عطالله والقسّ سمعان أبو زيد ( 1865 – 1970)، العودي والناعور ورعيّة كفرشيما والصابون البلدي. والأب يوسف الداموري ومدير مدرسة مار يوسف الشاعر وديع عقل والقدامى: المؤرّخ يوسف إبراهيم يزبك وبِكره إبراهيم يوسف يزبك والقسّ أنطون الحاجّ بطرس.. وعائلات بعبدا، الحدت، برج البرجنة، الحازميّة، الجمهور، السنديانة، الكحّاله، عاريّا، الشبانيّة.
تحيّةً لهؤلاء كلّهم! أطال الله بعمرهم ورزقنا شفاعة الذين غابوا في الحضور
الأب مارون عطاالله
حاشية: نعد اليوم منشورًا في عشرين جزءٍ وعنوانه قصّتي، قصّتنا. يصدر قريبًا بالقلم وبالصوت والصورة وبالموقع الإلكتروني. وفي هذا المنشور هذا قصّتي، قصّتنا في بكفيّا الكبرى والجوار. على غرار قصّتي، قصّتنا في أنطلياس وفي بعبدا وفي دير مار روكز الدكوانه وفي دير مار يوسف الأنطوني زحله وفي ديرَي مار سركيس وباخص إهدن-زغرتا وفي حصرون وفي وادي قاديشا ودورتها. وفي سويسرا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا والأندلُس. وفي البلدان السكاندينافيّا. هذه المنشورات تحمل مذكّرات لبنان في قرن (1928 – 2020 ) إنّها أُنموذج المعيّة. وشعارها: النحن قبل الأنا. والنحن معًا، أقوى من النحن وأفعل. إنّها لبنان