يتسارع السباق بين الدول الكبرى من روسيا إلى الولايات المتحدة لتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد، فهل نحن أمام «حرب لقاحات» وسباق محموم»، خصوصا بعد التشكيك الأميركي باللقاح الروسي الذي أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء؟
يشبه هذا السباق المحموم لتطوير لقاح لفيروس كورونا إحدى روايات الجاسوسية، إذ اتهمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا أجهزةَ المخابرات الروسية بالوقوف وراء هجمات قراصنة لسرقة أبحاث حول لقاحات. وفي الولايات المتحدة، وجه الاتهام إلى صينيين لأسباب مماثلة. ونفت كل من موسكو وبكين هذه الاتهامات.
وبعد ثمانية أشهر على ظهور لفيروس كورونا في الصين، لم يثبت أي لقاح اختباري حتى الآن فعاليته ضد وباء فيروس كورونا المستجد «سارس كوف 2» المسبب لمرض «كوفيد-19» خلال تجارب سريرية، غير أنه تم رغم ذلك شراء ما لا يقل عن 5.7 مليارات جرعة مسبقا في العالم من اللقاح الروسي الجديد، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبات التوصل إلى لقاح أمرا أساسيا أكثر من أي وقت مضى، وجرى في جميع أنحاء العالم تسريع إجراءات تطوير لقاح بطرق غير مسبوقة. وقد بدأت الدول والمؤسسات الكبيرة بجمع الأموال على المستوى الدولي.
ويدرج للقاح الروسي الذي طوّره مركز نيكولاي غاماليا لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية في المرحلة الأولى بقاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية.
وتؤكد وزارة الصحة الروسية أن لقاحها يسمح «بتكوين مناعة طويلة» الأمد، مقدرة أن تستمر الاستجابة المناعية مدة «عامين»، لكن المشكلة تكمن في أنه لم يتم نشر البيانات التي تستند إليها هذه الادعاءات.
وتراهن حكومة الولايات المتحدة على العديد من اللقاحات التجريبية وقد استثمرت مليارات الدولارات في برامج مختلفة للحصول على 300 مليون جرعة لقاح.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن عقد بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة مودرنا الأميركية لقاء 100 مليون جرعة من لقاح اختباري تطوره، وهو سادس عقد من نوعه منذ مايو/أيار.
وقال ترامب «لقد توصلنا لاتفاق مع مودرنا لتصنيع وتقديم 100 مليون جرعة من لقاحهم المحتمل لفيروس كورونا».
وأضاف «ستمتلك الحكومة الاتحادية تلك الجرعات من اللقاح، إننا نشتريها».
يشار إلى أن شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية مودرنا في المرحلة الثالثة من التجارب على لقاحها المحتمل.
وبدوره قال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز الأربعاء، إن الأرجنتين والمكسيك ستشتركان في إنتاج ملايين الجرعات من لقاح لفيروس كورونا الذي طوّرته جامعة أكسفورد البريطانية مع شركة الأدوية العملاقة «أسترا زينيكا» لأميركا اللاتينية.
وقال إن أسترا زينيكا وقعت اتفاقا لإنتاج ما بين 150 إلى 250 مليون جرعة لجميع دول أميركا اللاتينية باستثناء البرازيل، وسيكون ذلك متاحا في النصف الأول من عام 2021.
وأثبتت تجارب شملت أكثر من ألف شخص أن اللقاح آمن وينتج مناعة، وحجزت بريطانيا بالفعل 100 ألف جرعة من اللقاح الذي يخضع حاليا للمرحلة الثالثة من التجارب.
أعلن معهد باول أيرليش المسؤول في ألمانيا عن إصدار تصاريح اللقاحات عن تفاؤله بالوصول إلى لقاح ضد كورونا في نهاية العام الجاري.
وقال كلاوس سياشوتيك رئيس المعهد الأحد الماضي 9 آب الجاري إن التصاريح الأولى ستصدر في نهاية العام أو في بداية العام المقبل شرط أن تنجح المرحلة الثالثة من اختبار البيانات التي تؤكد هل اللقاح يحمي بالفعل من الإصابة.
وتعمل الهند على تطوير لقاح اسمه «كوفاكسين» (Covaxin)، عبر شركة «بهرات بيوتيك إنديا» (Bharat Biotech India) بالتعاون مع المعهد الوطني للفيروسات في الهند (National Institute of Virology) التابع للمجلس الهندي للأبحاث الطبية .