هز بيروت والمناطق المحيطة عصر امس دوي انفجار ضخم لم تشهده العاصمة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري منذ شباط عام ٢٠٠٥، وتسبب بحالة من الذعر الكبير بين الناس كما أدى الى وقوع اضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة ،وسط ذهول الناس ووقوعهم في حالة من الصدمة،وقد اتبع ذلك موجة من الاشاعات عن عملية اغتيال لشخصية سياسية، وقصف مخزن ذخائر واسلحة لحزب الله في المرفأ من قبل العدو الاسرائيلي،ليتبين لاحقاً ان الدوي ناجم عن انفجار داخل مستودع للمفرقعات في مرفأ بيروت، وافيد ان شهود عيان في قبرص سمعوا دوي انفجار بيروت.
وبحسب المعلومات المتوفرة عن الحادث فقد إندلع حريق كبير عصراً في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت، في مستودع للمفرقعات، وسمع بعد ذلك دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت اصداؤها في العاصمة والضواحي. وهرعت إلى المكان فرق الإطفاء التي عملت على إخماد النيران،كما هرعت الى المكان سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر اللبناني وعدد كبير من الجمعيات والهيئات الاغاثية وعناصر الجيش وقوى الامن الداخلي والدفاع المدني وعملت على نقل الضحايا والجرحى وبعضهم بحالة الخطر الشديد الى المستشفيات التى غصت بهم وسط دعوات للتبرع بالدم كما تسبب الانفجار بأضرار كبيرة في المنازل والسيارات على اوتوستراد الكرنتينا وفي مناطق كثيرة في بيروت والمحيط وأشارت مصادر أمنية لبنانية ان الحادث ناجم عن انفجار عدد هائل من المفرقعات المخصصة للمناسبات في وقت واحد،فيما قال بدري ضاهر في حديث تلفزيوني: عنبر كيماويات انفجر في مرفأ بيروت.وقالت مصادر مطلعة مقربة من حزب الله للـ otv: لا صحة لكل ما يتم تداوله عن ضربة اسرائيلية لأسلحة لحزب الله في المرفأ. فيما قال محافظ بيروت للـ LBCI خلال تفقده مكان الانفجار: بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق في لبنان وقال :فقدنا فريق إطفاء ولا ندري أين هم عناصره.
وطلب نقيب الاطباء من جميع الاطباء التوجه الى طوارئ المستشفيات للمشاركة في اعمال اسعاف المصابين.
فيما قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم خلال تفقده المكان لا يمكننا استباق التحقيق.
واوعز وزير الصحة لكل المستشفيات بإستقبال الجرحى على حساب وزارة الصحة العامة.
وذكرت وكالات انباء اجنبية عن مصادر أمنية وطبية عن مقتل 10 على الأقل في انفجار بيروت واصابة المئات بجروح توزعوا على المستشفيات حيث فاقت قدرات هذه المستشفيات على معالجتهم .
واشارت معلومات لـ ام تي في هناك ما لا يقل عن 6 جثث داخل المرفأ ورائحة مادة المازوت تفوح في المكان.
واعلن مستشفى اوتيل ديو: لدينا أكثر من 500 جريح ولم نعد نستطيع استقبال جرحى ونحتاج الى تبرع بالدم وهناك العشرات يحتاجون الى عمليات جراحية.
وتفقد مساء امس رئيس مجلس الوزراءحسان دياب يرافقه وزيرا الداخلية محمد فهمي والاشغال ميشال نجار موقع الانفجار في مرفأ بيروت.
وقد نجحت جرافات الجيش مساء بفتح الطريق أمام سيارات الاطفاء والاسعاف للوصول الى مكان الحريق في مرفأ بيروت،كما افيد عن وقوع اضرار جسيمة في مبنى المجلس النيابي.
وأعلن نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي أن «مبنى جريدة النهار أصيب باضرار جسيمة، وفادحة جراء الانفجار، واتصلت بالزميل غسان حجار مستفسرا عما حصل، فأفاد أن هناك 15 جريحا بين الزملاء والعاملين تم نقلهم إلى المستشفيات، وأن بعضها لم يستقبل عددا منهم، وتجري الاتصالات لادخالهم اليها».وناشد القصيفي «المستشفيات تسهيل شؤون الزملاء المصابين»، كما دعا «الأجهزة الأمنية المعنية إلى مساعدة الإعلاميين على القيام بمهامهم في هذا الظرف الاستثنائي المأساوي».
كما افيد عن سقوط عدد كبير من الجرحى بين الموظفين في مؤسسة كهرباء لبنان وبينهم المدير العام كمال حايك واصابته بليغة ،وفي بيت الكتائب المركزي اصيب العديد من المتواجدين في المبنى توفي احدهم.
وبعدما اكتظت مستشفيات العاصمة بالمصابين الذين فاقت اعدادهم قدراتها الاستيعابية ناشدت العديد من هذه المستشفيات المسعفين نقل المصابين الى مستشفيات خارج العاصمة،حيث باشرت الاطقم الطبية نقل المصابين الى المستشفيات خارج بيروت،كما بوشرت حملات في جميع المناطق للتبرع بالدم لمصابي العاصمة.