ما أشار إليه أول من امس الخميس إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، والذي يتحدث باسم حكومة “ولاية طرابلس” التركية -كما في شمالي قبرص- حينما قال: “ان هذه الحكومة لن توافق على وقف إطلاق النار، إلاّ في حال انسحاب الجيش الوطني الليبي من سرت والجفرة”..!!
وهذا يؤكد على أنّ أنقرة تُصدر التعليمات الى مندوبها السامي في ولاية طرابلس “السراج آغا” الذي عليه أن ينفّذ هذه التعليمات فقط من دون مناقشة، كما وقّع في أنقرة في ٢٠١٩/١٢/٢٧ على “مذكرة التفاهم التركية” لاحتلال “الغرب الليبي”، وكانت “سرت” و”الجفرة” هما الغاية من هذا الاحتلال الذي لم يكن إلاّ وسيلة لمشروع اردوغان التوسعي في شرق و غرب البحر المتوسط، بحسب القاعدة السياسية “الماكا فيلية” -نسبة الى السياسي “نيكولو دي برناردو دي ماكا فيلي” توفي ١٥٢٧-.
وذلك لأنّ هاتين المدينتين هما “مفتاح” بدء تنفيذ أردوغان لمشروع “الأمبراطورية العثمانية” الجديدة التي يحلم أن تكون جاهزة ليفاوض “المجتمع الدولي” على وجوب تغيير “معاهدة لوزان” ١٩٢٣/٦/٢٤، والتي نفذت في ١٩٢٤/٨/٦، بعد مئة سنة من العمل بها، كما اتفق في ١٩٢٣ على تعديل بعض بنودها إذا اقتضى الأمر ذلك.
وما أشار إليه المتحدث باسم الرئاسة التركية أول من أمس الخميس، بأنّ تركيا لن توافق على وقف إطلاق النار إلاّ إذا انسحب الجيش الوطني الليبي من مدينتي سرت والجفرة، هو تأكيد على ما قاله رئيسه في ٢٠٢٠/٦/٨ بأنّ احتلاله للغرب الليبي لن يتوقف إلاّ بعد الإستيلاء على مدينتي سرت والجفرة، لأنّ الحدود على البحر المتوسط واضحة”.
أي حدود أمبراطوريته العثمانية الجديدة على البحر المتوسط من شمال سوريا الى الجزائر، و”صرة” هذه الإمبراطورية “ليبيا” التي مفتاح السيطرة عليها هي “سرت” و”الجفرة”، وعدم سيطرته على المدينتين يؤكد ان احتلاله للغرب الليبي فشل عسكرياً وسياسياً، وأنّ حلمه في قيام “الإمبراطورية العثمانية” الجديدة، الذي يدّعي زوراً انها للدفاع عن “سُنّة” البحر المتوسط، والشرق الأوسط، تكون قد غرقت في قاع البحرين المتوسط والأحمر، وفي رمال الصحراء الأفريقية..
وهذه “الإمبراطورية” المتصوّرة، هي التي أشار إليها أول من أمس الخميس المتحدث الرسمي باسم أردوغان (ابراهيم قالن) حيث قال متباهياً بأهداف ونوايا رئيسه: “إنّ أي مشروع في سوريا، أو في شرق المتوسط، أو في ليبيا وشمال أفريقيا التي تشكل الجناح الجنوبي لحلف الناتو، أو المناطق الشمالية للبحر المتوسط، بدون تركيا محكوم عليه بالفشل”..!!
وأعود الى مدينتي “سرت” و”الجفرة”، لأشير الى أولاً ان:
“سرت” مدينة ساحلية تطل على
وهي ذات موقع استراتيجي مميز،
وتعد نقطة إمداد لوجستي مركزي في اتجاه الغرب والجنوب وأهمية
والجدير بالذكر ان “داعش” كانت
ثانياً، بالنسبة لمدينة “
وفيها “قاعدة الجفرة” العسكرية
وفي حال تخطى أردوغان “سرت” و”
يحيى أحمد الكعكي