مع شيوع الكلام عن الهيدروكسيكلوروكين والتجارب المزدوجة التعمية والأجسام المضادة في بلازما الدم، وانتشار الرذاذ وغيرها من التعابير والمفاهيم، خرج العلم بشكل غير معهود إلى المساحة العامة وسط انكباب الجميع على متابعة تطور وباء كوفيد-19 ومواكبة الأبحاث المتعلقة به.
ويعطي العلم عند خروجه من نطاق المختبرات انطباعا بأنه يسير في اتجاه يوما، وفي الاتجاه المعاكس في اليوم التالي، سالكا طريقا متعرجا يبدو أكثر تضاربا مع الأصداء التي يتخذها على الشبكات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي. لكن الخبراء يؤكدون أن هذا النهج ليس استثنائيا، ولو أنه يتسارع حاليا ويتخذ المزيد من الاصداء.
ومن المؤكد أن عدد الدراسات الجارية هائل ووتيرة المنشورات في تسارع، ولفت سيرج هورباخ من جامعة رادبود الهولندية في تقرير عن المنشورات الصادرة حول فيروس كورونا، إلى أن هذا أمر منطقي في ظل أزمة صحية عالمية، حين «يكون لسرعة انتشار المعلومات العلمية أهمية جوهرية».
وأحصى الباحث في منتصف نيسان ما لا يقل عن 2102 «دراسة أولية» حول وباء كوفيد-19، أي أنها نشرت على الإنترنت قبل الحصول على مصادقة لجان المراجعة المستقلة التابعة للمجلات العلمية الكبرى.
وتابع أن هذه المجلات من جهتها «سرعت بشكل كبير» آلية النشر للدراسات المخصصة للوباء، مع تقليص المهلة «بنسبة 49% أو بمتوسط 57 يوما»، وصولا إلى «خفض مهلة النشر بأكثر من 80% بالمقارنة مع فترة ما قبل الأزمة» بالنسبة لبعض المطبوعات. ورأى أيفان أورانسكي أحد مؤسسي موقع «واتش» الأميركي المتخصص في تحليل تصحيحات الدراسات العلمية «ما نشهده ليس سوى تسارع حاد لتوجهات موجوده بالأساس». وتابع «تعد الصحف منذ سنوات بتسارع عمليات المراجعة التي تقوم بها لجان القراءة»، وفي ظل الأزمات «يمكن تفهم أن يسرّع العلماء أعمالهم وأن تنشر الدراسات بشكل أسرع. ليس الأمر سيئا بحد ذاته، لكن ينبغي أن ندرك في المقابل أنه سيكون هناك المزيد من الأخطاء».