تخوض دول أوروبية أسبوعا حاسما تبدأ فيه تخفيف إجراءات الإغلاق التاريخية التي اتخذتها لمكافحة وباء فيروس كورونا المستجد، في حين يقترب عدد الإصابات المسجلة عالميا من ثلاثة ملايين حالة. وأودى الوباء بحياة 203 آلاف إنسان، من مجموع 2.9 مليون إصابة سُجلت رسميا منذ اكتشاف الفيروس في الصين أواخر العام الماضي، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية، وتماثل أكثر من 827 ألف مصاب للشفاء. ووصل عدد المصابين في الولايات المتحدة إلى 939 ألف شخص، تليها في قائمة الدول الخمس الأكثر إصابة إسبانيا 223,7 ألف حالة)، وإيطاليا (195,3 ألفا) وفرنسا (161,6 ألفا) وألمانيا (156,5 ألفا). وفي إسبانيا، ثالث أكثر الدول تضررا بالوباء، سمحت السلطات بدءا من امس بخروج الأطفال من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع. ويكشف وزير الصحة الفرنسي إدوار فيليب الثلاثاء أيضا أمام البرلمان عن «الإستراتيجية الوطنية لرفع العزل»، الذي يفترض أن يبدأ يوم 11 أيار المقبل. ووعد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بإعادة فتح المدارس في أيلول المقبل،
وأكد كونتي أن الحكومة تعمل على وضع خطة «لإعادة فتح قسم كبير من المؤسسات، من الصناعة إلى البناء، اعتبارا من الرابع من أيار» المقبل. وأعلنت السلطات يوم السبت خططا لوضع حد لأسعار الكمامات الواقية، وزيادة اختبارات الأجسام المضادة، مع اقترابها من نهاية أطول فترة إغلاق وطنية لاحتواء فيروس كورونا.
وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من الإسراع في إعادة فتح المقاصد السياحية قبل الأوان، وقال لصحيفة «بيلد أم زونتاغ» إن على أوروبا الاتفاق على مسار مشترك للعودة لحرية السفر والتنقل بعد القيود التي فرضت للحد من انتشار فيروس كورونا. وأضاف «السباق الأوروبي على من يسمح بحركة السياحة أولا سيؤدي لمخاطر غير مقبولة». وأشار إلى ارتفاع حالات العدوى في منتجع إيشغل النمساوي للتزلج حيث يُعتقد أن الكثير من السياح الألمان التقطوا العدوى.
وتستعد سلطات العاصمة الصينية بكين لحظر عدد من التصرفات «غير المتحضرة» بدءا من مطلع حزيران المقبل بهدف تحسين مستوى النظافة في الأماكن العامة. وبات العطس أو السعال من دون تغطية الأنف أو الفم وعدم ارتداء قناع في الأماكن العامة في حالة المرض بمثابة جرائم جديدة يُحاسب عليها في العاصمة الصينية. ويتعين على المواطنين ضمن قائمة الإجراءات الجديدة «ارتداء ثياب لائقة» في الأماكن العامة، وعدم التجول بصدور عارية، في إشارة إلى ما يسمى بظاهرة «بيكيني بكين»، حيث اعتاد العديد من الرجال في الصيف التجول ببطون مكشوفة وقمصان مرفوعة. وتتضمن الإجراءات كذلك وضع علامات للحفاظ على التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية فجرد إن الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أمرا برفع جزئي لحظر التجول في كل مناطق المملكة، ليصبح من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء ابتداء من اليوم، مع إبقاء حظر التجول الكامل في مكة المكرمة. وسمح الأمر الملكي أيضا بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وتشمل محال تجارة الجملة والتجزئة والمراكز التجارية، خلال الفترة من السادس من رمضان حتى العشرين من الشهر نفسه. وأعلنت السلطات السعودية أمس السبت تسجيل 1197 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وتسع وفيات جديدة. وفي الأردن، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة أن بعض مؤسسات القطاع العام الخدمية ستعود للعمل وبعدد محدود من الموظفين، يقرره الوزير المختص أو من يرأس تلك المؤسسات. وفي الجزائر، قال مكتب رئيس الوزراء عبد العزيز جراد إن البلاد اتخذت خطوات أخرى لتخفيف القيود المفروضة بسبب كورونا بالسماح للعديد من المتاجر باستئناف نشاطها للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الصحية التي تسببت فيها الجائحة. في غضون ذلك، يستمر رصد حالات الإصابة بالفيروس في دول عربية عديدة، حيث أعلنت وزارة الصحة في دولة قطر تسجيل 929 إصابة جديدة بكورونا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 10,287. وأعلنت وزارة الصحة الكويتية تسجيل 183 إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع العدد الإجمالي إلى 3075. وأحصت سلطنة عمان 93 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1998. وسجلت السلطات في المغرب 150 إصابة جديدة ليصل المجموع إلى 4047.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن وزارة الصحة الإيرانية ستقسم المحافظات على أساس نسبة الإصابة بفيروس كورونا.