أمس كانت الذكرى التاسعة لرحيل «ثعلب العبور» الفريق «سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي»، الذي رحل عن عالمنا في ١٠-٠٢-٢٠١١، وكان من أبرز القادة العسكريين المصريين، ومن أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، «مهندس» و«ثعلب» حرب ٦-١٠-١٩٧٣ الدفاعية، وفي العديد من الجيوش العربية، بعدما تلقى تدريباً في هذا المجال في الولايات المتحدة الأميركية، كأول مصري وعربي يتلقى هذا التدريب ومؤسس سلاح «الصاعقة»، و«القوات الخاصة» ومؤسس وقائد أول فرقة «سلاح مظلات» في الجيش المصري.
والفريق الشاذلي خاض حروب مصر المختلفة من الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين ١٩٤٨، الى أحد أبطال صد «العدوان الثلاثي» – البريطاني الفرنسي الاسرائيلي – على مصر ١٩٥٦ إذ كان قائد الكتيبة «٧٥ مظلات» قائد أول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية) في الكونغو، كجزء من قوات الأمم المتحدة (١٩٦٠ – ١٩٦١)، قائد «اللواء الأول مشاة» في حرب اليمن ١٩٦٥ – ١٩٦٦.
كان قائداً مميزاً بقدراته العسكرية الكبيرة في القيادة والسيطرة والمناورة بقواته خلال نكسة ١٩٦٧، عينه «ناصر» قائداً للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات ما بين (١٩٦٧ – ١٩٦٩) وهي أول وآخر مرة يتم جمع هذه الوحدات تحت إمرة واحدة، عينه «ناصر» قائد منطقة البحر الأحمر ١٩٧٠، حيث تمكّن من وقف العمليات العدوانية الإسرائيلية، ومن أهمها عملية «رودس» ١٠-١-١٩٧٠ التي حرّر بها جزيرة «شدوان» ذات الأهمية العسكرية القصوى عند مدخل خليج السويس، وفي ١٦-٥-١٩٧١ عُين رئيساً لأركان الجيش المصري.
كان مهندس «حرب العبور» ٦-١٠-١٩٧٣ و«ثعلب» هذه الحرب، من خلال خطته «المآذن العالية» – «عملية بدر» والتي «حقّقت كل ما يريده «الجيش المصري»، وكل ما يكرهه العدو الإسرائيلي، حيث تم تحجيم القوات الجوية للعدو الإسرائيلي في استخدام أسلحتها ضد القوات البرية المصرية، وكذلك تحجيم جيش العدو الإسرائيلي في الأجناب، وارغامه على القتال بالمواجهة وبمدة طويلة من دون أن تتأثر قواتنا وهو يتأثر – كما وصفها «ثعلب العبور» في احدى التسجيلات الخاصة به عن «فلسفة خطته» -.
هذا وقد تقلّد «الشاذلي» مناصب عدة في سلك الخارجية المصرية، إذ عُين ملحق حربي في العاصمة البريطانية لندن ما بين ١٩٦١ – ١٩٦٣، وأمين عام مساعد بجامعة الاول العربية للشؤون العسكرية ما بين ١٩٧١ – ١٩٧٣، وسفيراً لمصر في بريطانيا ١٩٧٤ – ١٩٧٥، وسفيراً لمصر في البرتغال ١٩٧٥ – ١٩٧٨.
وسيبقى «الشاذلي» رمزاً عسكرياً مصرياً وعربياً كبيراً، وسيبقى اسمه مرتبطاً بتطور «الجيش المصري» العمود الفقري للدولة الوطنية المصرية، وهو الذي يحتل الآن المرتبة التاسعة عالمياً بين أقوى «١٠» جيوش عالمية وهي: أميركا، روسيا، الصين، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، فرنسا، بريطانيا، مصر، البرازيل، ثم ايطاليا وألمانيا، وأقوى جيش عربي وأفريقي، وفي المنطقة متقدماً عن التركي الـ«١٣»، والايراني الـ«١٤»، والاسرائيلي الـ«١٨» – بحسب ترتيب الموقع العالمي «غلوبال فاير باور» -.
يحيى أحمد الكعكي