مشهد «التنظيم» لمباراة كأس «السوبر المصري» في نسختها الـ«١٧» بين ناديي «الأهلي والزمالك» (منذ انطلاقتها في ٢٠٠١-٢٠٠٢ والتي فاز فيها «الزمالك» على نادي «غزل المحلة» ٢-١)، والذي خطف الأنظار والذي جاء رائعاً بكل المقاييس حتى من مباراة «كلاسيكو العرب» ذاتها التي أقيمت على استاد «محمد بن زايد» في عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة «أبو ظبي»، الذي تزيّنت مدرجاته بلافتات الترحيب بجماهير الشعب المصري، وبصورة عملاقة لولي عهد أبو ظبي وزير الدفاع «الشيخ محمد بن زايد» والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».
هذا المشهد التنظيمي الحضاري أساء له مشهد لاحضاري تمثل بالخلافات المؤسفة بين لاعبي «الأهلي والزمالك»، والتي بدأت في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، بين لاعبين من الفريقين، نالا على أثره «البطاقة الصفراء» من الحكم الأوروبي النرويجي «سيفين اودفار موين»..
إلاَّ أن لاعب «الأهلي» المزدوج الشخصية، والذي اشتراه «النادي الأهلي» وتعاقد معه لمدة ٤ سنوات ونصف السنة، على أن يحصل على ٩ ملايين جنيه سنوياً (حوالى ٣٠٠ الف دولار) ويتحمل النادي الضرائب، وكذلك يتحمل كسر عقده مع نادي «أفيش» البرتغالي وهو بقيمة ٤٠٠ الف دولار، وهو النادي الذي تعاقد معه بعد هروبه من نادي «الزمالك».
هذا اللاعب وبعد نهاية المباراة بضربات الترجيح لصالح «الزمالك» ٤-٣ قام بالاعتداء على أحد لاعبي «الزمالك» من دون كرة، نال على اثره «البطاقة الحمراء» من حكم المباراة النرويجي، وهذا كان سبباً للأحداث المؤسفة بين لاعبي الفريقين.
لقد كان الخلاف سيئاً جداً، وأساء الى الملاعب الاماراتية، (علماً أن مباراة «الكلاسيكو» هذه لم تكن الأولى التي تلعب على الملاعب الاماراتية، إذا سبقها مباراة «السوبر المصري» لموسم ٢٠١٨ – ٢٠١٩ التي أقيمت على ستاد «هزاع بن محمد» بمدينة «العين» بين «الأهلي والزمالك» والتي انتهت لصالح «الأهلي» ٣-٢)، كما أساءت هذه الأهداف الى سمعة كرة القدم المصرية، والتي كانت في ١٤ الجاري قد فازت بـ«السوبر الأفريقي» بفوز «الزمالك» على «الترجي» التونسي، على ستاد «الغرافة» بقطر، الذي كان يهتز بهتافات «تحيا مصر» مع مرور لاعبي الزمالك وعلى صدورهم صورة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».
هذا، وكانت اللجنة الموقتة للاتحاد المصري لكرة القدم «الجبلاية» والتي اتخذت مساء أول من أمس السبت عقوبات رادعة بحق كل اللاعبين الذين أساؤوا الى سمعة كرة القدم المصرية، والى ملاعب دولة الاماراتية العربية، والتي كان في مقدمة هذه العقوبات: ايقاف اللاعب «محمود كهربا» حتى نهاية الموسم، لأنه كان أحد الأسباب الرئيسية في اشعال الفتنة والشغب بين الفريقين منذ نزوله الى أرض الملعب في الشوط الثاني للمباراة.
ومن حيثيات هذا الايقاف التي اعتمدت عليها لجنة الانضباط في ايقافه، بداية أزمته مع لاعبي الزمالك، ثم الضرب بـ«الشلوت» للاعب من الزمالك بعد نهاية المباراة، وتحطيمه لـ«الأيس بوكس» الخاص بفريقه على مرأى ومسمع الجماهير والحضور الرسميين، وسبه الدين بصوت عالٍ وقت تدخل المتواجدين في الملعب لاسكاته.
هذه العقوبات ضد هذا اللاعب والآخرين من الواجب أن يعقبها أيضاً إيقافهم عن اللعب في المنتخب المصري الأول لكرة القدم، كما فعل المدير الفني للمنتخب المصري الصديق «محسن صالح» في عام ١٩٩٥ على ملعب «برج حمود» في لبنان ضد التوأم «حسام حسن وابراهيم حسن» اللذان حاولا الاعتداء على بعض أفراد الجيش اللبناني الذين كانوا يؤمنون الملعب بعد تعادل المنتخب مع تفاهم «الأنصار والنجمة» ١-١، وكان اللواء «ضرب الدهشوري» رئيساً لاتحاد كرة القدم المصرية…
لذلك، أقول إنّ ما جرى هو تعصّب نابع من عقيدة «فريق الله المختار»، وقد أشار الى ذلك فيلم «الزمهلاوية» في ١ /١٠/٢٠٠٨، لذلك أقول «مفيش فايدة». عيب يا أهلي ويا زمالك.
يحيى أحمد الكعكي