حضر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس اجتماع لجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة والتخطيط النيابية بدعوة من رئيسها النائب نعمة افرام وكشف أن «اللجنة تلّقت تطمينات من سلامة حول الهمّ الأساسي ألا وهو تأمين السيولة للمودعين الصغار الذين تشكل ودائعهم 85% من الحسابات في المصارف اللبنانيّة. فهناك مليونان ومئتا ألف حساب في المصارف اللبنانية، 85% منها ودائع بأقل من 75 مليون ليرة، من هنا كان استيضاحنا الأساسي عن مصير هذه الودائع، فطمأننا الى أن هناك مشروعاً وقدرة لضمان هذه الودائع وتأمينها في حال تعثّر أي مصرف».
وتوقّف افرام عند «استحقاقات الدولة اللبنانيّة سواء الناتجة عن العجز في موازنة الـ 2020 جراء تقلّص الواردات المتوقع أن تنخفض بنسبة 35% عن العام السابق، أو استحقاقات اليوروبوند وسندات الخزينة اللبنانيّة، ما ينذر بمزيد من الشحّ في السيولة لدى المصارف إذا أردنا أن نعطي الأولوية لاستحقاقات الدولة اللبنانيّة».
وتابع «خلال الاجتماع طرحت أفكار خلاّقة لتمويل استحقاقات الدولة وعدم ضرب هيبة لبنان في المجتمع الدولي، لا سّيما انّ اليوروبوند تشكل مع الفوائد 4.5 مليارات دولار وستتأمن من احتياط البنك المركزي أو من عمليات مبادلة جديدة، أما سندات الخزينة التي تشكّل مع فوائدها حوالي 15 مليار دولار فستؤمّن على الأغلب من خلال عمليات swap بفوائد متدنيّة. لكن الأمر غير محسوم بانتظار قرار سياسي كبير. لذا المطلوب اليوم من السلطة السياسية قرارات جريئة، ولبنان يمكن أن ينهض من الكابوس الذي نعيشه إذا ما توّفرت الثقة بين السلطة السياسيّة والشعب اللبناني والمجتمع الدولي، عبر تنفيذ خطة ماليّة استثنائية بموازاة خطة خمسيّة اقتصادية لتصفير العجز بخمس سنوات، وعندها يمكننا أن ننهض بلبنان من جديد، لا سيّما أننا لم نخصّص مؤسّساته ولم تمس ثروته النفطية».
وكشف عن اقتراح قانون سيقدّم من عدد من النواب على رأسهم النائب ميشال ضاهر، يتحصّن به حاكم مصرف لبنان إذا دعت الحاجة لتطبيق خطة متماسكة ومتكاملة متعلّقة بتحويل الأموال إلى الخارج. أما بالنسبة إلى القروض والسندات المتوجّبة على المواطنين، تحديداً بعدما أصبح العديد منهم بنصف راتب أو من دون عمل، فتمّ طرح إمكانية تولي حاكمية مصرف لبنان وضع خطة قد تقونن ضمن اقتراح قانون خاص بالطوارئ الاقتصادية لتمديد مهل السداد وتخفيف الأعباء على المواطنين».