قبل اسابيع ظهرت اولى حالات الاصابة بفيروس «كورونا» باقليم «ووهان» وسط الصين. الاّ ان السلطات فرضت تعتيماً، واعتبرت الامر مشكلة معزولة، لتعترف الاثنين الماضي فقط، بعد كشف وسائل اعلام بهونغ كونغ ان الاصابات امتدت خارج ووهان. لأنه كان هناك رغبة بالتقليل من خطورة الوضع والحد من تدفق المعلومات بل والتحكم بالرواية ذاتها.
قبل ايام، اكدت سلطات «ووهان» ان الفيروس ليس خطيرا وينتقل من الحيوان للبشر فقط، ليثبت العكس. انتقل بين البشر وبلغت الوفيات العشرات.
اصبحت الصحة العامة وسلامة الطعام مشكلتين مزمنتين بالصين. والذاكرة لم تنس فيروس سارس الذي ظهر هناك قبل ١٧ عاما واودى بحياة ٨٠٠ شخص واصيب بسببه ٨ الاف بالعالم.
يقول البروفيسور «يانزونغ هوانغ» استاذ الصحة بجامعة «نيوجيرسي» الاميركية: «الاسلوب ذاته التي تعاملت فيه الصين مع فيروس – سارس – تعاملت به اول الامر مع فيروس – كورونا- ». ويضيف: «لم يتغير شيء، إنه نقص بالشفافية وتباطؤ في الفعل، لان السياسة تعوق القدرة على الاستجابة بفعالية لمثل هذه الازمات».
وقال: «ان البيروقراطية لم تتخل عن اساليبها القديمة بمواجهة هكذا ازمات شديدة الخطورة، لا تتعلق بالداخل الصيني فقط، بل بالعالم».
ومنذ ايام بدأت دول كثيرة تتخذ العديد من اجراءات الحماية اللازمة للكشف عن الحاملين للمرض من بين القادمين من الخارج، ومن الصين على وجه التحديد، خوفا من انتقال المرض اليها.
مطارات وموانئ العالم في كثير من الدول عدّلت من اجراءات التفتيش والفحص على القادمين، لضمان السلامة ومنع تسرب المرض الغامض اليها…
ففي المطارات الاميركية وفي هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وسنغافورة والفلبين واندونيسيا وغيرها، شددت من اجراءات فحص القادمين ونشرت شاشات واجهزة لكشف الحرارة.
ومع ذلك ولأننا نعيش في «عصر العولمة» غزا «كورونا» عددا من الدول منها نيبال، وماليزيا واليابان وتركيا واستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، وكندا، فضلا عن تفاقمه في الصين.
والكتابة عن هذا الفيروس الغازي، ليست محاولة لاثارة الخوف او القلق (وهو انتشر في العالم كله)، ولكنها محاولة جادة للفت النظر والانتباه والحذر للحفاظ على الصحة العامة، من «كورونا» الذي يهدد العالم الآن.
يحيى أحمد الكعكي