بقدر ما تنفست أعدادٌ كبيرة من جماهير برشلونة الصعداء بإقالة فالفيردي، بقدر ما خيب آمالها تعيين مدرب ليس له باع طويل، أو على أبعد تقدير نظرت هذه الجماهير بعين الترقب، لأن ما هو قادم يبدو مجهولاً في كامب نو.
أمام كيكي سيتين؛ تحدٍ واحد كبير إذا ما نجح به فإن عدداً من المتطلبات الأخرى ستحل من تلقاء نفسها، متطلبات تتطلع إليها الجماهير الكتالونية في كل مكان من هذا العالم؛ التحدٍ متمثل بأربع أحرف «هوية». هوية النادي الكاتالوني التي يعرفها ويدركها الخصم قبل الرفيق.
الهوية التي يعتقد الغالب من جماهير برسا، أنها بدأت بالتلاشي منذ رحل بيب غوارديولا 2012، حاول النادي إبقاء أكبر قدر ممكن من الهوية الكاتالونية مع الراحل تيتو فيلانوفا، ثم اتجه اللعب في منحى آخر مع تاتا مارتينو، قبل أن تصاغ الهوية بطريقة مغايرة مع إنريكي ولكنها منتجة ثم اندثرت كلياً في عهد المدرب المقال فالفيردي.
محو شبح فالفيردي الذي يخيم على أذهان جماهير برشلونة هو أول مهمة على مدرب ريال بيتيس السابق العمل عليها، وهو بالتأكيد لن يصرح علانية بذلك احتراماً لأصول التسليم والاستلام بين المدربين، ولكن من كلامه في المؤتمر الصحافي يبدو ذلك واضحاً.
سيتين والاسلوب الهجومي
وعد مدرب برشلونة الجديد كيكي سيتين بأن يحافظ على مبادئه باعتماد الأسلوب الهجومي الذي طالما ميز النادي الكتالوني معتبراً بأن تعيينه في منصبه تخطى جميع أحلامه.
وكشف بارتوميو بأن سيتين يرتبط بعقد مع النادي حتى تموز/يوليو 2022 لكنه يتضمن بنداً يسمح بإقالته من منصبه بعد الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وعلّق على تعيين سيتين بقوله «طريقة سيتيين هي الطريقة التي يحبذها برشلونة: يبحث دائماً على الاستحواذ على الكرة، يولي اهتماماً كبيراً بالشكل وهذا يتناسب مع رؤيتنا».
أما سيتين (61 عاماً) فقال خلال تقديمه لوسائل الإعلام حيث وقع العقد «لم أكن أتخيل في أقصى أحلامي تواجدي هنا. أنا شخص عاطفي واليوم هو مميز بالنسبة إلي. لم أفكر إطلاقا بأن يطلب مني برشلونة تولي تدريبه. لا أملك سيرة ذاتية هائلة أو الكثير من الألقاب لكني برهنت بأنني أملك فلسفة معينة في اللعب».
وتابع «بالأمس كنت اتنزه بين البقر في قريتي، واليوم أنا أشرف على أبرز اللاعبين في أحد أكبر الفرق في العالم» مشيراً إلى أنه احتاج إلى «أقل من خمس دقائق» لقبول العرض».
وأوضح «أنا شخص أملك قناعات واضحة، أفكاراً واضحة. استمع إلى الجميع لكن أنا شخصياً أول من يدافع عن أفكاري وما أؤمن به. إذا كان يتعين علينا الموت مع هذه الأفكار يجب أن نموت معها لأن برشلونة يريد متابعة النهج الخاص به».