لليوم الثالث على التوالي ظل لبنان من جنوبه الى شماله مروراً بعاصمته رهينة التقنين القاسي بحيث لم ينعم المواطنون بالتيار سوى بنحو 3 او 4 ساعات في الـ24 ساعة.
ولا يبدو ان هذا الواقع السيىء سيتحسن في الساعات المقبلة بالإستناد الى وزارة الطاقة والمياه وادارة مؤسسة كهرباء لبنان.
وأدى الغياب شبه الكامل للتيار الكهربائي الى رفع المواطنين الصرخة وتنفيذ تحركات احتجاجية كان أقواها في الشمال حيث اقتحم المعتصمون مقر شركة كهرباء قاديشا.
كما نفذ عدد من المواطنين اعتصاماً أمام مقر مؤسسة كهرباء لبنان في منطقة النهر، وآخر أمام مؤسسة كهرباء صيدا وكذلك في النبطية.
وقد أجرى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار اتصالا هاتفيا بالمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، عرض فيه ما تعانيه طرابلس والشمال من أزمة خانقة على صعيد انقطاع التيار الكهربائي وتراجع ساعات التغذية وانعكاسه ترديا في اوضاع المدينة والمناطق الجبلية، في ظل موجة البرد الشديد.
وأشار الشعار خلال حديثه الهاتفي، إلى أن «أبناء طرابلس والشمال يعانون من أزمة حادة على صعيد نفاد مادة المازوت وانقطاع التيار الكهربائي وتوقف العديد من المولدات عن تزويد المواطنين والمشتركين وقطاعات الإنتاج بالطاقة، ما زاد من تفاقم الأوضاع المعيشية والحياتية».
من جهتها أسفت جمعية «إنماء طرابلس والميناء» «لانقطاع التيار الكهربائي في طرابلس والشمال والتقنين الإضافي الذي يطالهما»، داعيةً «المعنيين إلى معالجة الوضع في أسرع وقت ممكن، بسبب معاناة المواطنين، لا سيما في هذه الظروف المناخية الصعبة»، متمنيةً على «نواب ووزراء المنطقة، متابعة الموضوع لعودة التغذية إلى نمطها المعتاد».
وأكدت في بيان أن «ما يعانيه أهالي المنطقة، أصبح لا يطاق، ولاسيما أن تأمين التغذية الكهربائية يجب ان يكون من البديهيات»، مشددةً على «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة التي طال انتظارها لتأمين متطلبات الشعب وتأمين الاعتمادات للفيول».
ولفت المكتب الإعلامي في وزارة الطاقة والمياه في بيان الى «الصعوبات الكبيرة التي واجهت مؤسسة كهرباء لبنان في عملية فتح الاعتمادات المستندية لشراء مادتي الفيول والغاز أويل المخصصة لتشغيل معامل توليد الكهرباء والتي تم لغاية اليوم حل جزء منها ما سمح باستقدام البواخر»، مؤكداً ان العاصفة التي تضرب لبنان حالت دون تفريغ هذه البواخر في خزانات المؤسسة.
العاصفة أدت الى انفصال بعض مجموعات الانتاج عن الشبكة ما أدى الى تقنين إضافي في التغذية الكهربائية، حيث عملت الفرق الفنية في مؤسسة كهرباء لبنان الى اعادة وضع هذه المجموعات تدريجيا في الخدمة.
ولفت الى أنه من المتوقع عودة التغذية الكهربائية تدريجيا الى ما كانت عليه قبل العاصفة إبتداء من يوم السبت وذلك بعد أن تسمح حالة الطقس بالشروع بعملية تفريغ بواخر المحروقات ابتداء من اليوم الجمعة.
تجدر الاشارة أنه ولغاية آخر شهر شباط سوف تؤمن مؤسسة كهرباء لبنان التغذية الكهربائية للمناطق خارج بيروت الادارية بمعدل 8 الى 10 ساعات يوميا ولبيروت الادارية بمعدل 16 الى 21 ساعة يوميا في حال استقر الانتاج على قدرة 1500 ميغاوات. علما أن المؤسسة بحاجة بعد هذا التاريخ الى اعتمادات لعام 2020 الواردة في مشروع الموازنة للاستمرار في التغذية».
وفي الاطار نفسه صدر عن مؤسسة كهرباء لبنان، بيان أوضحت فيه ما يتم تداوله سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على المواقع الالكترونية من جداول تبين فرقا كبيرا في كميات المحروقات المستوردة لصالح المؤسسة بين عامي 2018 و2019 في الفترة الممتدة بين كانون الثاني وتشرين الأول، وأكدت المؤسسة أن الكميات المستوردة في العام 2019، وبخلاف ما يتم تداوله، هي نفسها تقريبا خلال العام 2018 كون الإنتاج هو نفسه خلال هذين العامين.