في ضوء الأزمة الاقتصادية-الاجتماعية التي يشهدها لبنان وانعكاساتها على القطاعات الانتاجية، نظمت المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان طاولة مستديرة ضمت المعنيين في قطاعات الصناعة والسياحة والمعلوماتية والتكنولوجيا والإعلام، وذلك بهدف الاطلاع عن كثب على اوضاع هذه القطاعات ومحاولة تحديد الخسائر والأولويات ووضع خطة عمل طارئة من اجل مساندتها في تخطي هذه المرحلة الصعبة.
وفي الجلسة الأولى التي ضمت المعنيين في القطاعين السياحي والصناعي، وحضرها وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال كميل ابو سليمان، تحدث رئيس مجلس إدارة المؤسسة مازن سويد مستعرضا الصعوبات والتحديات التي تواجه الاقتصاد اللبناني والأسباب المزمنة التي ادت إلى الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن العمل يتم حاليا على اعادة صياغة دور »ايدال« والتوجه نحو تمكين القطاعات المحلية، خصوصا ان الركائز الاساسية للاقتصاد (القطاع الإنتاجي، القطاع الخارجي، القطاع المالي والقطاع النقدي) تتزعزع الواحدة تلو الأخرى.
واكد الوزير ابو سليمان ان الوضع حافل بالتحديات، مشيرا إلى ان الوزارة تتفهم الوضع الذي يمر به القطاع الخاص، وهي تتطلع إلى مساعدته من خلال خلية طوارئ أنشئت في وزارة العمل. كما اكد وجوب اعادة تفعيل عملية التصدير وضبط عملية الاستيراد للحد من العجز في ميزان المدفوعات واعادة التوازن للاقتصاد اللبناني.
وفي الجلسة الثانية التي ضمت المعنيين في قطاعات والمعلوماتية والتكنولوجيا والاعلام، تحدث وزير التكنولوجيا والاستثمار في حكومة تصريف الأعمال عادل افيوني، مثنيا على المبادرة التي قامت بها »ايدال«. ورأى انه، رغم الصعوبات، يجب التفكير بالمستقبل بإيجابية والعمل من اجل تحويل التحديات إلى فرص.
وكانت هناك مداخلات للعديد من المعنيين نقلوا خلالها هموم القطاعات التي يمثلون والتحديات التي تبرز امامهم. وقال رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل ان هناك العديد من العقبات التي تعترض القطاع الصناعي في الوقت الحالي، مشددا على اتخاذ اجراءات سريعة لإنقاذه وانعاشه.
وخلص المجتمعون إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن لـ»ايدال« ان تلعب دورا في متابعتها، لاسيما تحديد الأولويات لناحية التمويل الممكن تأمينه عبر الجهات المانحة لتغطية استيراد المواد الأولية التي تدخل في عملية الانتاج بالإضافة إلى التمويل اللازم لتمتين الأمن الاجتماعي، وتفعيل عملية التصدير عبر تمكين المنتج اللبناني من الحفاظ على تواجده في الأسواق التقليدية وفتح اسواق جديدة له.