بعد طي صفحة أزمة المحروقات سلكت أزمة الرغيف الطريق نفسه بحيث تصاعد الدخان الأبيض من الاجتماع الذي عقده رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر أمس في السراي مع وفد من اتحاد نقابات أصحاب المخابز والأفران برئاسة كاظم ابراهيم.
وبعد الاجتماع قال ابراهيم: «قمنا بزيارة الرئيس الحريري، الذي ما تعودنا يوما أن نأتي إليه إلا ويأخذ كل إنسان حقه. شرحنا لدولته ما تعانيه المخابز والأفران، وكان مستمعا ومتفهما لمطالبنا، وقد وعدنا خيرا، وقال: أعطوني فرصة 48 ساعة وأنا أحل هذا الموضوع على مسؤوليتي».
أضاف: «كلنا ثقة بالرئيس الحريري، وقد أجبناه: «أنت تأمر يا دولة الرئيس». واليوم، ومن هذا المنبر نعلن أننا سنقول لزملائنا إننا سنفتح غدا (اليوم) الأفران في يوم عمل عادي، وقد علقنا الإضراب، وسنبدأ بالعمل اعتبارا من اليوم (أمس)، لكي تعود الأمور صباح الغد (اليوم) إلى طبيعتها».
وتابع: «شكرا لدولة الرئيس، الذي ما قصدناه يوما إلا وخرجنا من عنده مسرورين فرحين».
سئل: هل حللتم مشكلة سعر صرف الدولار فقط أم القضايا الأخرى التي تعانون منها؟
أجاب: «أزمة الدولار وكذلك المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الرغيف، ومنها النايلون والخميرة والسكر والملح والمحروقات والمولدات التي نحتاج لاستبدالها كل عامين أو ثلاثة، وكذلك مياه الدولة التي لا يمكن استخدامها إلا بعد تنظيفها بماكينات التكرير الموجودة لدينا، وإلا تكون الكارثة. لا أعرف كيف يمكن للفران أن يعمل، فصدقوني، منذ أن بدأت أزمة الدولار وحتى الآن، لن أقول إننا نخسر، ولكني أؤكد أننا نربح بالقروش».
سئل: لماذا ذهبتم مباشرة إلى الإضراب قبل أن تبادروا إلى الاجتماع مع الرئيس الحريري أولا؟
أجاب: «لا يخافن أحد، فقد زودنا الجميع بالخبز بالأمس (الأحد) بكل الكميات التي طلبوها، وحتى لو توفر الخبز في الغد (اليوم) فلن يكون هناك من سيشتري لأنهم سبق أو تمونوا كفاية».
وكانت نقابة عمال المخابز في بيروت وجبل لبنان قد أصدرت قبل ظهر أمس بياناً أشارت فيه الى «الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة بفعل السياسات الاقتصادية المعتمدة والتي لا تهتم بتنمية الإنتاج الاقتصادي الوطني وتذهب في اتجاه اعتماد الاقتصاد الريعي وسياسة قروض الهدر والفساد وأوصلت البلاد الى المزيد من التدهور على مستوى معيشة الفئات الشعبية اللبنانية». وقالت: «تأتي أزمة رغيف الخبز رغيف العمال والفقراء وذوي الدخل المحدود والعاطلين من العمل والمادة الحيوية والاساسية لجميع المواطنين لتزيد الطين بلة (…)».
ودعت نقابة عمال المخابز في بيروت وجبل لبنان تدعو السلطة السياسية ووزارة الاقتصاد المعنية إلى الاستمرار في توفير مادة الطحين المدعوم بالليرة اللبنانية حمايةً لها ومنعاً للدولرة والتلاعب بها من دون تأخير أو تسويف.
كما دعت أصحاب المخابز والأفران إلى الوقف لهذا الإضراب الذي يفاقم أزمة المواطن أكثر فأكثر، تأكيداً على محافظة على جودة ربطة الخبز ونوعيّتها ووزنها وسعرها، كما دعت وزارة الاقتصاد إلى الإسراع في تشكيل لجنة صناعة وكلفة الرغيف تضمّ مندوبين عن وزارة الاقتصاد ونقابات عمال المخابز والأفران ونقابة أصحاب المخابز والأفران، ووضع الدراسة الميدانية والدقيقة لمسألة رغيف حياة الفقراء».
من جهة أخرى اجتمع وفد من تجمع أصحاب المطاحن أمس مع مدير القطع في مصرف لبنان نعمان ندور في مقر المصرف وجرى البحث في التعميم الأخير لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة المتعلق بتنظيم استيراد القمح.
وأفادت مصادر المجتمعين ان الاجتماع كان إيجابياً لجهة تسهيل أمور أصحاب المطاحن المستوردين للقمح «ما قد يشكل بادرة للوصول الى حل لمسألة اضراب الأفران««.
يذكر أن الإضراب الذي دعا أصحاب المخابز والأفران الى تنفيذه اعتباراً من يوم أمس لم يتم الإلتزام به. وبدا مشهد الأفران في بيروت والضواحي وسائر المناطق طبيعياً.