نفذ القطاع التجاري أمس وقفة مركزية أمام غرفة التجارة والصناعة والزراعة لبيروت وجبل لبنان في الصنائع، شارك فيها نائب رئيس الغرفة نبيل فهد ممثلا رئيس الهيئات الاقتصادية وزير الاتصالات محمد شقير، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نقيب معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان بوغوص كورديان، الهيئات النسائية، أعضاء مجلس إدارة الغرفة وحشد من الهيئات الاقتصادية والتجارية.
وألقى شماس كلمة قال فيها: «اننا نمر بأيام صعبة والمعادلة أصبحت مستحيلة بحيث ان التهريب يطحن التاجر والفوائد ارتفعت ويحاولون زيادة الضرائب ومنذ فترة نعاني أزمة الدولار واستمرار التجار مهدد. وهذا الكلام ينطبق على كل القطاعات الصناعية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية الزراعية والصحية والتعليمية».
وأضاف: «في الماضي كان هناك خطر نسبة 10 في المئة على المؤسسات و90 في المئة منها بألف خير. اما اليوم، فأصبح الخطر على 90 في المئة من المؤسسات، وكل القطاعات التجارية تترنح. من هنا أوجه تحية إلى 70 جمعية واتحادا وكل القطاعات التي تجاوبت مع هذا النداء في هذه الوقفة في كل لبنان. نحن ندق ناقوس الخطر لأنه في العام 2017 أقرت سلسلة الرتب للقطاع العام بعشوائية ولسنا ضد زيادة المداخيل للبنانين، إنما قلنا ان الظروف غير مؤاتية وان الحقوق مشروعة ولكن هناك غياب للإصلاح في غياب الموارد المالية للخزينة التي تعاني مديونية ولا تستطيع أن تتدين».
وحذر من أنه «اذا لم تستدرك الدولة الموضوع الاقتصادي فهناك مشكلة»، معتبرا أن «هناك صراعا بين القطاعين العام والخاص لأن العمالة الاجنبية تستبيح القطاع الاقتصادي، على رغم ذلك المؤسسات الصغيرة صامدة في الحفاظ على موظفيها لأنها تعتبرهم أهلها وتحافظ على ديمومة العمل».
وقال: «اذا استمر الوضع على حاله فاننا ذاهبون الى مشكلة اجتماعية ويمكن ان تتحول الى فوضى واهتزاز الأمن الاجتماعي والاقتصادي. ان تحركنا اليوم (أمس) محطة أولى، وغدا (اليوم) ستجتمع الهيئات الاقتصادية للبحث في الأمور كافة، والتاريخ لن يرحم أحدا». وهدد باللجوء الى خطوات أخرى.
ولم يقتصر اقفال المؤسسات التجارية على بيروت وضواحيها بل شمل سائر المحافظات،.
فقد توقف بعض المؤسسات والمحال التجارية في قضاء المتن لمدة ساعة عن العمل، تلبية لدعوة رئيس «اتحاد تجار جبل لبنان» نسيب الجميل، والتزاما بالتحرك الاحتجاجي الذي أعلنه القطاع التجاري وتبنته الهيئات الاقتصادية اللبنانية، بعنوان «معاً لمنع انهيار القطاع الخاص».
وتجمع أصحاب المحال والموظفون أمام مؤسساتهم وأمام محلات «آيشتي» على اوتوستراد جل الديب، «تعبيراً عن الالتزام بالاقفال ولايصال رسالة الى أهل السلطة برفض هذا الواقع المرير والآليات المتبعة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية التي تضرب البلاد».
والتزم تجار في سوق صيدا التجاري الإضراب. وتوقفوا عن العمل لمدة ساعة واحدة، واغلقوا أبواب محالهم ولجأ عدد منهم الى رفع لافتات على الأبواب المغلقة تنتقد تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأزمات التي يمر بها البلد.
كما ان تجار زحلة والبقاع أقفلوا محالهم التجارية لمدة ساعة، ونفذوا اعتصاما عند بولفار زحلة، للتعبير عن تردي الحياة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية وزيادة مؤشر التضخم وارتفاع الكلفة التشغيلية وشح السيولة.
وأكد رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة «أهمية الاعتصام السلمي والحضاري». كما كانت كلمات طالبت بالمعالجة السريعة قبل فوات الأوان.
ونفذت جمعية تجار طرابلس وقفة تضامنية وسط الشارع الرئيسي لمنطقة التل، تضامنا مع قرار جمعية تجار بيروت والجمعيات والنقابات التجارية في لبنان الذي تبنته الهيئات الاقتصادية. وشارك فيها رئيس الجمعية فواز الحلوة وامين السر غسان حسامي وعدد من تجار المدينة.
وألقى حسامي كلمة باسم المحتجين، اكد فيها «ان هذه الخطوة تحذيرية، للتعبير عن رفض التجار لاي تدبير ضريبي او اداري او تشريعي من شأنه ان يهدد وجود القطاع التجاري واستمراريته»، لافتا الى ان «الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة تهدد الامن الاجتماعي والمعيشي»، املا من «المعنيين في الدولة تدارك الامر قبل فوات الاوان».