إستعادت العاصمة بيروت التواصل، مع مختلف المحافظات اللبنانية، وإستعادت بالتالي الحركة الإقتصادية بعضاً من نشاطها، وذلك نتيجة نجاح القوى الأمنية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش اللبناني، بفتح جميع الطرق التي كانت مغلقة من قبل الحراك الشعبي لمدة 13 يوماً.
ولوحظ امس ازالة معظم القواطع والحواجز المنتشرة من المداخل التي تربط العاصمة مع الجنوب والجبل وجزئياً مع الشمال حيث استأنفت المؤسسات التجارية الممتدة من جل الديب مرورا بالدورة والمدينة الصناعية والبوشرية أعمالها كالمعتاد بعد اصبحت كل الطرق مفتوحة مما مكن معظم العاملين بهذه المؤسسات من الوصول الى مراكز عملهم بصورة شبه طبيعية.
وامس عاود مرفأ بيروت نشاطه حيث سجل عمليات كثيرة لسحب البضائع من المرفأ خصوصا البضائع التي انجزت معاملاتها الجمركية الا ان هناك الكثير من المعاملات تنتظر عودة القطاع المصرفي للعمل ليتمكن التجار من سحب قيمة الرسوم الجمركية المترتبة على بضائعهم الموجودة في المرفأ. ويتوقع مع استئناف المصارف لعملها ان يشهد مرفأ بيروت حركة سحب كبيرة للبضائع.
وقرر مصرف لبنان إستئناف العمل بشكل طبيعي إعتباراً من اليوم الخميس، وهو أبلغ ذلك رسمياً إلى موظفيه وإلى إدارات المصارف. أما بالنسبة للقطاع المصرفي.
من جهته عقد مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان اجتماعاً لمواكبة التطورات وصدر عنه البيان الآتي نصّه:
المصارف تعاود العمل الطبيعي ابتداءً من يوم الجمعة في الأول من تشرين الثاني 2019 . ونظراً لتراكم العمل بسبب الإقفال ، تقرّر تمديد دوام عمل المصارف يومي الجمعة والسبت في 1 و2 تشرين الثاني حتى الساعة الخامسة بعد الظهر.
وذكرت الجمعية بأن المصارف ستستمرّ اليوم الخميس في توفير مروحة خدماتها للزبائن عبر الصيرفة الإلكترونية، كما سيكون يوم غد الخميس مخصّصاً للأعمال الداخلية بغية إنجاز الأعمال المتراكمة والتحضير لمباشرة استقبال الزبائن بدءاً من صباح الجمعة.
وكان مجلس إدارة الجمعية قد عقد اجتماعاً مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تمّت خلاله مناقشة الأوضاع القائمة.
ومن المقرر أن تستأنف مؤسسات القطاع الخاص أعمالها بشكل عادي إعتباراً من اليوم كما ينتظر إستئناف العمل في الإدرارات والمؤسسات الرسمية وفي أكثرية الجامعات والمدارس.
دعا أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار إلى استئناف الدروس اليوم الخميس، وقال في بيان: « مع إطلالة بشائر الحلول بتحقيق الوعود والمطالب العادلة والتعهدات، تطلب الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية من الإدارات دعوة الأهالي لإرسال اولادهم إلى مدارسهم صباح غد الخميس 31 الجاري، للعودة إلى التدريس والتعليم.
ودعت الامانة العامة إلى «اعتبار يوم الجمعة الأول من تشرين الثاني 2019، الواقع فيه عيد جميع القديسين، واسثتنائياً لهذه السنة، يوم تدريس عادي لمباشرة التعويض عن ايام التعطيل القسرية، وتأجيل اجتماع الهيئة العامة والاحتفال بالقداس التقليدي لمناسبة عيد جميع القديسين، شفعاء الأمانة العامة، حتى الخميس المقبل 7 تشرين الثاني 2019».
كما صدر عن المكاتب التربوية لحركة «أمل» و»حزب الله» في الجنوب بيان مشترك جاء فيه: «استجابة لمناشدات الاهالي والبلديات، وبعد فتح المدارس الخاصة ومزاولتها لدواماتها لليوم الثاني بشكل اعتيادي، ونتيجة لجولة اتصالات وزيارات لمسنا خلالها حجم الدعم من فاعليات المنطقة واجماعهم على ضرورة فتح المدارس الرسمية، تداعينا في المكتب التربوي لحركة امل والتعبئة التربوية في حزب الله الى اجتماع تخلله تقييم دقيق للوضع الميداني، تبين لنا خلاله غياب العذر الامني الذي قضى باقفال المدارس. ونتيجة لما تقدم وبعد تذليل كل المعوقات التي تحول دون ذلك، نتوجه الى الاخوة مديري المدارس والثانويات والمهنيات بالدعوة إلى استئناف الدروس في كل المؤسسات التربوية وبكل مراحلها».
من جهته أعلن الاتحاد العمالي العام قراره باستئناف الاعمال بعد فتح الطرقات
وفي السياق، أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، ان «تحقيق المطلب الرئيسي في استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، هو انتصار للشعب اللبناني»، مشددا على «تحقيق كل الاهداف والمطالب».
وشكر الخولي القوى الامنية، مشيرا الى أن «الجيش اللبناني كان له الفضل الاكبر في حماية المتظاهرين وتثبيت السلم الاهلي، ولولا تضحيات أفراده وضباطه لما تحقق هذا النصر الذي سيؤسس للجمهورية الثالثة».
على مستوى قطاعات المواد الغذائية والمحروقات؟
امين سر نقابة مستوردي ومصدّري الخضار والفاكهة ابراهيم ترشيشي رحب عبر «المركزية» بقرار فتح الطرقات وأكد أن «نشاط القطاع عاد إلى طبيعته لاسيما بعد عودة الحركة إلى اسواق الخضار»، مشيراً إلى أن «المشكلة في إغلاق المصارف وتعطيل فتح الاعتمادات».
السوبرماركت: أما نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد فأشار إلى أن «الحركة عادت إلى طبيعتها بعدما تأقلم المواطنون والموزعون مع الوضع في ظل الاعتصامات، علماً أن السوبرماركت لم تعانِ من أزمة كبيرة وشح في المواد الاستهلاكية».
بدوره، أوضح ممثل شركات توزيع المحروقات فادي أبو شقرا أن «الأمور عادت بشكل عام إلى مجراها الطبيعي في إنتظار استئناف المصارف نشاطها لتأمين المعاملات المصرفية وبالتالي زوال كل العقبات أمام نشاط القطاع».