يبدأ البحث عن خليفة العداء الجامايكي أوساين بولت المعتزل قبل عامين، خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي بدأت الدوحة استضافتها اعتبارًا من امس الجمعة وحتى 6 تشرين الأول/أكتوبر، وهي الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
ويخوض نحو ألفي رياضي من مختلف دول العالم غمار التنافس على مدى عشرة أيام في ستاد خليفة الدولي، أحد الملاعب المعدة لاستضافة مونديال كرة القدم 2022 في قطر، والمجهز بنظام تبريد متطور.
وتشكل البطولة اختبارا للمنظمين القطريين استعدادا لنهائيات كأس العالم في كرة القدم بعد ثلاثة أعوام، وفرصة لتبيان المنافسين المحتملين قبل أقل من عام على استضافة طوكيو دورة الألعاب الأولمبية صيف عام 2020.
وكما في كل بطولة عالمية لـ “أم الألعاب”، ستتجه الأنظار إلى المضمار لاسيما نحو سباقات السرعة التي فرض فيها بولت نفسه نجمها المطلق في الأعوام الماضية قبل اعتزاله مصاباً في نسخة لندن عام 2017.
وأحرز الجامايكي خلال مسيرته 11 ميدالية ذهبية وفضيتين وبرونزية واحدة في بطولات العالم بين 2007 و2015، ولا يزال يحمل الرقم القياسي لسباقي 100 م (9.58 ثوان) و200 م (19.19 ثانية).
وسيترك غياب “الاعصار” بولت فراغا في ألعاب القوى، اذ أنه أضاف إلى موهبته وسرعته، شخصية محببة و”كاريزما” جعلتا مشجعي ألعاب القوى يتهافتون لرؤيته ينافس على المضمار، دون أن يخيب أملهم في بطولات العالم والدورات الأولمبية على مدى أكثر من عقد من الزمن.
ويبرز بين المرشحين لخلافة بولت، الأميركيان كريستيان كولمان (100 م) ونوا لايلز (200 م)، والنروجي كارستن وارهولم (400 م حواجز) أو حتى السويدي ارمان دوبلانتيس (القفز بالزانة).
وكان كولمان أحرز فضية السباق الأخير الذي شارك فيه بولت وانسحب في منتصفه في لندن قبل عامين، خلف مواطنه المخضرم جاستين غاتلين.
وعن إمكانية سد الفراغ الذي تركه بولت علق كولمان بالقول “لا أريد أن أكون أوساين بولت الجديد، بل النسخة الأفضل لكريستيان كولمان”، علماً بأن ابن الـ23 عاماً يدخل البطولة وسط شكوك حول أدائه على صعيد المنشطات، وبُرِّئ مطلع الشهر الجاري من تهمة خرق قوانينها.
أما لايلز ففضل التركيز على سباق 200 م في بطولة الدوحة، على أن يسعى للفوز في سباقي 100 م و200 م في أولمبياد طوكيو.
قطر جاهزة
وتعد بطولة العالم لألعاب القوى الثالثة من حيث الأهمية عالمياً بعد الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم. وأعلن الاتحاد الدولي للعبة على موقعه الرسمي مشاركة 1972 رياضياً ورياضية في النسخة الحالية (1054 من الرجال و918 من السيدات)، منهم 37 من أبطال النسخة الأخيرة في لندن قبل سنتين سيدافعون عن ألقابهم في العاصمة القطرية.
وتعتبر البطولة اختباراً حقيقياً لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو، ليس فقط من خلال التعرف على جيل جديد من الأبطال بل أيضاً اختبار إقامة السباقات وسط حرارة مرتفعة (معدل 37 درجة مئوية خلال النهار) ورطوبة عالية ما دفع بالمنظمين إلى اقامة السباقات الطويلة كالماراثون وسباقات المشي (20 كلم و50 كلم) في ساعات متأخرة.
وأكد دحلان الحمد المدير العام للجنة المنظمة للبطولة ورئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى أن بلاده مستعدة للحدث الكبير، مؤكداً أن قطر “جاهزة مئة في المئة للبطولة ونتطلع قدماً لانطلاقتها”.