حقق المنتخب الأرجنتيني فوزا ثأريا على نظيره التشيلي وأحرز المركز الثالث في بطولة كوبا أميركا المقامة في البرازيل وذلك بفوزه عليه 2-1 السبت في ساو باولو، لكن الفرحة لم تكن كاملة لأن قائده ليونيل ميسي طرد في الشوط الأول بسبب احتكاك مع نظيره غاري ميديل الذي نال المصير ذاته.
ومن المؤكد أن المنتخب الأرجنتيني كان يفضل لو كان هذا الفوز في المباراة النهائية من أجل إحراز لقبه الأول على الإطلاق منذ 1993، والثأر بأفضل طريقة من تشيلي التي حرمته من لقب النسختين السابقتين بالفوز عليه في النهائي بركلات الترجيح مرAتين عامي 2015 في تشيلي و2016 في الولايات المتحدة.
إلا أن مشوار رفاق نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي انتهى عند الدور نصف النهائي على يد الغريم البرازيلي المضيف بهدفين نظيفين في مباراة تبعها الكثير من الجدل، حيث تقدم الاتحاد الأرجنتيني باعتراض رسمي بشأن ما اعتبره «أخطاء تحكيمية خطيرة وجسيمة» من الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو الذي رفض الاحتكام الى تقنية الفيديو «في أيه آر» في مناسبتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى المباراة بحسب ما رأى الأرجنتينيون.
أما المنتخب التشيلي، فسقط في دور الأربعة أمام البيرو بثلاثية نظيفة وانتهى حلمه بمعادل إنجاز الأرجنتين التي تبقى الوحيدة الفائزة باللقب ثلاث مرات متتالية اعوام 1945 و1946 و1947.
وحسمت الأرجنتين اللقاء الى حد كبير في دقائقه الأولى بعدما سجل سيرخيو أغويرو هدفه الثاني في البطولة إثر ركلة حرة نفذها ميسي أرضية بينية من منتصف الملعب بغفلة عن لاعبي تشيلي (12)، قبل أن يضيف باولو ديبالا الذي شارك أساسيا للمرة الأولى، الهدف الثاني في الدقيقة 22 بعد تمريرة بينية من جيوفاني لو سيلسو وتسديدة من فوق الحارس غابريال أرياس لنجم يوفنتوس الإيطالي.
وسبق الهدف الأرجنتيني الثاني ضربة أخرى لبطل النسختين الماضيتين باصابة أليكسيس سانشيز الذي ترك مكانه في الدقيقة 17 لجونيور فرنانديز.
ثم وصلت المباراة الى دقيقتها الـ37 حين دخل قائد تشيلي ميديل في مشادة مع ميسي سرعان ما تحولت الى احتكاك، لاسيما من الأول ما دفع الحكم الى رفع البطاقة الحمراء في وجه اللاعبين.
وهي المرة الثانية التي يطرد فيها ميسي خلال مسيرته الكروية إن على كان الصعيد الدولي أو مع فريقه برشلونة، والأولى تعود الى عام 2005 في بداياته مع المنتخب الوطني ضد المجر في مباراة ودية.
وتبع طرد اللاعبين مشادات جماعية بين المنتخبين دون أن ينتج عن ذلك أي بطاقات حمر إضافية.
ودخل بعدها المنتخبان غرف الملابس والنتيجة على حالها، لكن تشيلي عادت في بداية الشوط الثاني الى أجواء اللقاء بتقليصها الفارق من ركلة جزاء نفذها زميل ميسي في برشلونة أرتورو فيدال بعد الاحتكام الى تقنية الفيديو «في أيه آر» للتأكد بأن لو سيلسو أسقط تشارلز أرانغويس في المنطقة المحرمة (59).
وضغطت بعدها تشيلي بحثا عن التعادل، تاركة خلفها الكثير من المساحات للأرجنتينيين لاسيما أنخل دي ماريا، بديل ديبالا، وأغويرو لكن رجال ليونيل سكالوني أهدروا فرص التعزيز الواحدة تلو الأخرى، إلا أن الحظ أسعفهم ونجحوا في المحافظة على النتيجة حتى صافرة النهاية.
ميديل يدافع عن ميسي
يرى جاري ميديل لاعب منتخب تشيلي، أنه وميسي قائد الأرجنتين لم يستحقا البطاقة الحمراء، خلال مواجهة المنتخبين، السبت، بمباراة تحديد المركز الثالث لبطولة كوبا أميركا.
واصطدم ميسي مع ميديل في الدقيقة 37 من المباراة، ليُقرر ماريو دياز دي فيفار حكم المباراة طرد الثنائي، في المباراة التي فاز بها راقصو التانجو بنتيجة (2-1) وتوجوا ببرونزية البطولة.
وقال ميديل، خلال تصريحات نقلتها صحيفة «سبورت»: «لا أتفق مع ما حدث في المباراة، حيث تعامل حكم المباراة بشكل سيء للغاية، وكان يجب أن يُشهر لي ولميسي البطاقة الصفراء فقط وينتهى الأمر، لكنه أخطأ بطردنا مباشرة».
وأضاف «البطاقات الصفراء الأخرى مثل التي حصل عليها جان بوسيجور، أخرجتنا من المباراة، والحكم سمح للاعبي الأرجنتين بارتكاب الكثير من الأخطاء».
وتابع ميديل «أعتقد أن الأرجنتين تأثرت بما حدث ضد البرازيل، وتعرضوا للظلم، ولا أرى ما حدث في هذه المباراة كان صحيحًا، وأشعر بالإعجاب بالأرجنتين، لقد فازوا دائمًا بالألقاب، ونحن أيضًا، المنتخبان عظيمان».
وأردف «لقد جئنا بهدف التتويج بالبطولة، لكن ذلك لم يتحقق، وحققنا أشياءً إيجابية بوجودنا في المربع الذهبي للبطولة».
واستكمل لاعب تشيلي «لم يكن هناك أمن أثناء طردي أمام الأرجنتين، حيث ألقت الجماهير بعض الأشياء علي وقت خروجي من الملعب».
واختتم بالتعليق عن غياب ميسي عن حفل توزيع جوائز المركز الثالث «لا أعرف ما الذي كان يُفكر فيه، لكن هذا حقه، ومن الطبيعي أن يكون غاضبًا خصوصا لما حدث ضد البرازيل».