في الذكرى السادسة لـ»ثورة ٢٠١٣/٦/٣٠» التي اكد فيها الشعب على هويته المصرية الاصيلة، في «المواطنة الحقيقية» في عناق «الهلال مع الصليب»، والقول بأعلى صوت «أنا مصري».
كما اكد على انتمائه العربي الذي يمتد في جذور التاريخ، الذي اوضح ولا يزال، ان الامن القومي العربي هو من «الامن القومي المصري المركزي»، وان «مصر التاريخ» كانت ولا تزال بيت العرب العائلي الكبير إلاّ لمن خرج عن هويته وانتمائه العربي، والتصق بـ»الارهاب الاسود» ملاذاً له، وحاضناً ومموّلاً له، ومسانداً لوجستياً معه.
كما اكد الشعب المصري العظيم في ثورة ٢٠١٣/٦/٣٠ التي تعانق فيها الهلال مع الصليب (كما في ثورة ١٩١٩، وفي ثورة ١٩٥٢/٧/٢٣) على رفضه لـ»الاستعمار الفاشي» الذي ارتدى ثوب الدين الكاذب دين من صنع افراد منذ سنة ١٩٢٨، والذي سرق «مصر التاريخ» بقوة السلاح الفاشي منذ ٢٠١١/١/٢٨ حتى ٢٠١٣/٦/٣٠..
إلاّ ان شعب مصر العظيم انتفض بـ»قلب رجل واحد» بملايين غير مسبوقة في الميادين والساحات والشوارع، ليسطر ملحمة وطنية فريدة، استرد فيها أرضه وهويته واستقلاله وحريته ومبادئه في «الاعتدال والوسطية والسماحة والاعتراف بالآخر»، من قوى إرهابية معَوْلمة، لا وطن لها ولا دين، تصوّرت انها نجحت في السيطرة على مقدرات صمر.
واستجابت لهذا الشعب مؤسساته من جيش وشرطة، وأزهر، وكنيسة، وقضاء وإعلام، وغيرها من مؤسسات دولته، في مشهد تاريخي لن يمحى من ذاكرة من عايشوه -وأنا منهم-، وسيظل ملهماً للأجيال المصرية المقبلة..
وبذلك أنقذت ثورة ٢٠١٣/٦/٣٠، والتي كانت نموذجاً فريداً في تاريخ الثورات الشعبية العالمية كافة: بسلميتها، وأهدافها الوطنية في الحرية واسترداد كرمة وطن وأمة، وإعادة البناء الوطني على أسس «المواطنة الحقيقية» -الدين لله والوطن للجميع- في اطار «دولة القانون والوطنية» بحماية قرارها الوطني السيادي الذي يصنع في البيت المصري، وليس في اسطنبول او الدوحة أو غيرها..
وبذلك انقذت ثورة ٢٠١٣/٦/٣٠ مصر التاريخ، بيت العرب، من تنظيم إرهابي دولي، له فروع في ٧٠ دولة، وأسس أحزاباً سياسية في معظم الاقطار العربية، ومموّل لما يقرب من ٣٣٥ جماعة متأسلمة متشددة عن طريق التمويل المباشر، او غير المباشر، وهي جميعاً تخرجت من مدرستها الارهابية التي تسيّر بفكر «الاستاذية العالمية»، ومن ليس منها، يكون مرتداً إذا كان شعباً، أو وطنه – دار حرب – يعامل بما يسموه «الغزوات الارهابية» حتى يقر بـ»استاذ يتهم»..!!
كما انقذت هذه الثورة المجيدية الاقطار العربية من تحويلها بعد تقسيمها اراض متفرقة في خلافتهم «العثمانية الجديدة»!!
وفي هذه الذكرى، نتوقف امام ٣ مسارات مضت فيها هذه الثورة المجيدة:
المسار الاول: مكافحة الارهاب المعَوْلم العابر للقارات، الذي لا دين له ولا وطن، ومصر لا تزال بعد ستة أعوام على عهدها، في المضي في معركتها الشريفة العادلة حتى النصر بمشيئة الله تعالى.
المسار الثاني: كان مواجهة القوى الخارجية الداعمة للارهاب، والجماعات المتطرفة التكفيرية، ومن دون اختصار الارهاب في تنظيم او اثنين، لأن الارهابي ليس من يحمل السلاح فقط، بل من يدربه، ويموّله، ويسلحه، ويوفر له الغطاء السياسي والايديو لوجي، ويوفر له الملاذات الآمنة، والوجود الاعلامي.
المسار الثالث: كان استرداد ريادة مصر الاقليمية والدولية، بعد بناء دولة وطنية مصرية قوية قادرة، وهو ما تحقق في استرداد «مصر التاريخ» لسويتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في اطار السيادة الوطنية سياسياً، والتنمية الشاملة بحسب رؤية مصر ٢٠١٣٠… وها هي مصر تجني ثمار هذه التنمية على كل المجالات..
القيادة السياسية المصرية التي رمزها الرئيس «عبدالتفاح السيسي» الذي اكد امس في الذكرى السادس لثورة ٢٠١٣/٦/٣٠: «اننا في العيد السادس لثورة ٣٠ يونيو، نجدد العهد بأن نحفظ ونصون مصر.. لا نبخل بجهد او عطاء.. مضحين بكل غال ونفيس، لنبني وطناً يستحقه ابناؤنا وأحفادنا.. واضعين مصلحة الوطن قبل اي اعتبار.. متمسكين بتحقيق احلامنا.. ومتسلحين بالعزم والارادة لمواصلة مسيرة البناء والتنمية، للنهوض بمصر على جميع المستويات، وتحقيق نقلة نوعية، تكون شاهداً على إسهام هذا الجيل، ودوره التاريخي في مسيرة الوطن نحو الاستقرا والتقدّم والرخاء».
ووجه سيادته «تحية تقدير واحترام للشعب المصري العظيم، قاهر المحن والشدائد وصانع الامل والمستقبل».
يحيى أحمد الكعكي