بابتسامة عريضة ومشاعر متقدة، حزنا أم فرحا، يقابل الألماني يورغن كلوب الحياة. المدرب ذو الشخصية المحببة والفريدة، وصاحب النظرة الفلسفية في كرة القدم، صبر ونال أخيرا لقب دوري أبطال أوروبا مع ليفربول.
فعلى ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد، ذرف كلوب الدموع بعدما شاهد فريقه يفوز على منافسه الإنكليزي توتنهام 2-صفر. عانق لاعبيه واحتفل وإياهم بتعويض خيبة الخسارة في النهائي القاري الموسم الماضي أمام ريال مدريد الإسباني، ومنهيا فترة انتظار طويلة على المستويين الشخصي ومع الفريق الإنكليزي الذي يشرف عليه منذ 2015.
واللافت ان احدى المشجعات اقتحمت الملعب وهي شبه عارية قبل ان يخرجها رجال الامن.
قبل نهائي 2019، خسر كلوب (51 عاما) آخر ست مباريات نهائية خاضها، موزعة بالتساوي بين فريقه الحالي وناديه السابق بوروسيا دورتموند الألماني. هذه الخيبات المتلاحقة كانت كافية لتحبط عزيمة أي مدرب، لكن كلوب ينظر الى الحياة واللعبة ليس من منظار الربح والخسارة، بل من منظور استثمار الخسارة لتعلم تخطيها… والانتصار.
«أفضل ليلة»
في تصريحاته الأولى بعد التتويج باللقب القاري السادس في تاريخ ليفربول، والأول منذ 2005، لم يفت المدرب المولود في شتوتغارت الإشارة الى عائلته، علما بأن الفوز أتى قبل أسبوعين من عيد ميلاده الثاني والخمسين (ولد في 16 حزيران/يونيو 1967).
قال كلوب «أنا سعيد جدا لكل الشبان، لكل الناس، ولعائلتي. هم (أفرادها) يعانون معي، ويستحقون هذا (اللقب) أكثر من أي شخص آخر».
وتابع «هذه أفضل ليلة في مسيرتنا الاحترافية. احتاج الأمر الى بعض الوقت، لكن ذلك مهم من أجل تطورنا وتحسننا».
تمكن الألماني خلال الأعوام الماضية من تدوين اسمه في سجلات ليفربول، ليس على صعيد الألقاب التي كان دوري الأبطال 2019 أولها لكلوب «الليفربولي»، لكن للعلاقة الوثيقة التي نسجها مع المشجعين واللاعبين، وعملية إعادة البناء التي قام بها، وأعاد من خلالها الفريق الى منافس جدي على لقب بطولة إنكلترا الذي أحرزه للمرة الأخيرة عام 1990، والمسابقة القارية الأم التي توج بها للمرة الأخيرة في 2005.
تعلم من كرة القدم
عاشق موسيقى الـ «هيفي ميتال» يتولى تدريب فريق المدينة التي قدمت للعالم فرقة «البيتلز»، وأطلقت اسم جون لينون على مطارها.
المفارقات تلاحقه، ومنها الرقم 6: خسر ست مباريات نهائية تواليا قبل أن يفوز أمس ويحرز اللقب السادس في مسيرته كمدرب، والسادس لليفربول في المسابقة القارية.
لعبة الأرقام بالنسبة إليه كانت معيارا شخصيا ومهنيا. اختصر مساره بالقول للاندبندنت أن حبه لكرة القدم التي زاولها كلاعب مدافع لنحو 16 عاما «بدأ في سن الخامسة، وأصبحت مدربا في منتصف العقد الثالث من عمري. من دون أن أعرف، هذه الأعوام الـ28 كانت تربيتي».
نجح كلوب أينما حل. في 2004 تمكن من قيادة ماينتس الى دوري الدرجة الألمانية الأولى للمرة الأولى في تاريخه. مع دورتموند، حقق لقب الدوري مرتين تواليا، وقاده الى نهائي دوري الأبطال 2013.