أطلق امس مكتب اليونسكو في بيروت، بالتعاون مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة (HFSHD) والجامعة الأميركية في بيروت، ورشة عمل بعنوان «الشباب ومنع التطرف العنيف». تنضوي هذه الورشة تحت برنامج اليونسكو «إدارة التحولات الإجتماعية» -MOST School، وتأتي في إطار مشروع «تعزيز الروابط البحثية في لبنان»، الذي تنفذه اليونسكو بالشراكة مع مؤسسة الحريري والذي يهدف الى نقل نتائج الأبحاث في مجال العلوم الاجتماعية وبياناتها ذات الصلة إلى صانعي القرارات، وبناء جسور فعالة بين البحث العلمي والسياسة والممارسة.
في الجلسة الإفتتاحية، تحدثت مديرة مركز التواصل والعمل المجتمعي في كلية الصحة في الجامعة الأميركية في بيروت ألين جرماني، مشيرة الى الأهمية التي توليها الجامعة لدعم الأبحاث الهادفة ولربط البحث الأكاديمي بعملية صنع السياسات. وقالت: «إن هذه الورشة تستضيف مجموعة شباب وشابات تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و29 سنة وهم طلاب جامعيون أو ناشطون اجتماعيون».
ولفتت الى أن «الورشة تهدف الى تعريف المشاركين بمفهوم التطرف العنيف ومساراته وأسبابه، وتعزيز مهاراتهم في ما يخص كيفية استخدام البراهين والأدلة والبيانات لصنع أبحاث واستراتيجيات ملائمة لدرء هذه الظاهرة».
ثم كانت كلمة لاختصاصية برنامج العلوم الإنسانية والإجتماعية في مكتب اليونسكو في بيروت الدكتورة سايكو سوخيتا التي أكدت على «إلتزام اليونسكو نشر ثقافة السلام والحوار والتصدي للتطرف العنيف». وقالت: «فئة الشباب هي الأكثر عرضة لظاهرة التطرف العنيف. غالبا ما يتم الكشف عن علامات التطرف قبل حدوثه، إلا أن الاستجابات بطيئة أو غائبة. لذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الجهود المشتركة لمنع التطرف العنيف وضمان السلام والعيش المشترك».
وأشارت سوخيتا الى أن «منظمة اليونسكو، من خلال برنامج «إدارة التحولات الإجتماعية» تسعى الى تعزيز الصلة بين البحث العلمي وعملية صنع القرار والسياسات، كما تسعى الى تيسير المشاركة الفعالة للشباب في عملية صنع القرار».
وأردفت: «إن إشراك الشباب في عملية صنع السياسات يساهم في تحقيق أجندة التمنية المستدامة لعام 2030».
بعدها، كانت كلمة لمسؤولة وحدة التنسيق الوطني لمنع التطرف العنيف في رئاسة مجلس الوزراء روبينا أبو زينب تناولت فيها «المبادرات الهادفة والجهود والدور الفاعل الذي تلعبه وحدة التنسيق الوطني في دراسة الأسباب المؤدية الى التطرف العنيف وصياغة سياسات للتصدي لهذه الظاهرة».
وجاء في كلمتها: «تعتبر السياسات الشبابية غاية في الأهمية والدقة وهي، قطعا، واحدة من الموضوعات التي تحتاج الى مجهود بحثي علمي مثل ما سيقوم به المشاركون في هذه الورشة. وإن كانت دراسة الشباب مهمة بشكل عام، فهي أكثر أهمية وحساسية عندما يكون الأمر مرتبطا بالتطرف العنيف ومنعه وذلك انطلاقا من خطورة الموضوع».
أضافت: «تولي الجماعات المتطرفة فئة الشباب أولوية خاصة تنبع من فهم هذه الجماعات لطاقة الشباب وأهميتها في إحداث التغيير وتحقيق المستحيل. لذلك، فإن الإستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف تولي اهتماما خاصا لفئة الشباب عن طريق التعامل معها بما هي اشكالية عابرة للاختصاصات، كما خصصت لها محورا خاصا ساهمت فيه 13 وزارة بـ22 هدفا استراتيجيا مرتبطا ببناء قدرات الشباب وزيادة وعيهم وإشراكهم في عملية صنع القرار. إضافة الى ذلك، فإن الوحدة تعمل على إقامة عملية تشاورية واسعة مع الشباب في داخل وخارج المؤسسات التعليمية الرسمية من أجل ضمان مشاركتهم في عملية صنع القرار».
تمتد ورشة العمل على ثلاثة أيام وتتخللها محاضرات وحلقات عمل جماعية وعروض تفاعلية. وخلال هذه الورشة سيتم إستعراض مجموعة من منهجيات البحث والممارسات الجيدة في مجال منع التطرف العنيف.