في سياق سلسلة مناقشات الأفكار التي ينظّمها البنك اللبناني الفرنسي، إلى جانب السفارة الفرنسية والمركز الفرنسي في لبنان، أُقيمت ندوة مع المتخصص في مجال العلوم السياسية البروفيسور في العلاقات الدولية السابق في معهد الدراسات السياسية في باريس، برتران بادي، تحت عنوان «عندما تعيد بلاد الجنوب اختراع العالم» (Quand le Sud réinvente le monde)، وهو عنوان كتابه الذي يتناول فيه مسألة «قوة الضعف»، في قصر الصنوبر في بيروت، بحضور عددٍ كبير من المدعوّين.
تحدّث بادي خلال اللقاء عن أحداث ومراحل كثيرة، منها إنهاء الاستعمار وسقوط جدار برلين والعولمة، وهي أحداث قَلَبت مقاييس اللعبة الدولية. فبعد مرور نصف قرن، لم تعد أوروبا تُعتبر ساحةً للصراعات الدولية، بل ظهرت أشكال جديدة للصراعات سقطت على إثرها أنظمة وقوى قديمة كثيرة، وركّزت الأجندة الدولية عقبها أكثر على بلاد الجنوب، تحديدًا على مناطق وثقافات كانت في وقت سابق مهمّشة، لا بل مهانة. كما طرح إشكاليات عدّة منها: كيف يمكن تحليل هذه التغيّرات؟ وكيف يمكن استيعاب شلل القوة؟ وماذا لو بعد سنوات من حكم هذه القوى أصبح الحكم للضعفاء؟ بعد الندوة، أجاب بادي على أسئلة الحضور وتبادلوا أفكارًا واقتراحات.
وقد أتاحت هذه الندوات لعدد من الشخصيات الفرنسية مثل جاك توبون ولوران فابيوس وألان جوبيه وباتريك بوافر دارفور ونيكولا هولو والطاهر بن جلون ومارسيل روفو وأنطوان دو تارلي وغيرهم، من تبادل خبراتهم مع اللبنانيين.